أصدر مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية إدانة شديدة اللهجة بعد صدور كتاب لقصة مصوّرة، يفترض أن يلوِّن رسومها الصغار بمناسبة الذكرى العاشرة لهجوم 11 سبتمبر/أيلول، وذلك بسبب الضوء السلبي الذي يسلّطه على المسلمين. أسامة بن لادن يحتمي بزوجته قبيل مقتله تبعًا للكتاب بالطبع فإن أميركا خصوصًا ستحيي الذكرى العاشرة لأسوأ هجوم إرهابي في تاريخ العالم في 11 سبتمبر/ايلول 2001 بشتى السبل. من ضمن هذا، فقد طرحت المطابع الأميركية كتابًا بعنوان «لن ننسى 9/11 أبدًا... دفتر الحرية للصغار» عن دار «ريلي بيغ كولارينغ بوكس» في ميسوري. وهو قصة من الرسوم، المفترض أن يلوّنها الصغار بأنفسهم. وتقول الدار الناشرة إن المقصود من الكتاب أن يساعد الآباء على شرح ما حدث في ذلك التاريخ وظروفه ومعانيه. كما هو متوقع، فإن الرسوم تحكي قصة اختطاف الطائرات وتفجيرها، خاصة في برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك، وما تبع ذلك من حرب على الإرهاب ومطاردة أسامة بن لادن حتى مقتله في مخبئه في باكستان. وهذه حادثة يصوّر فيها الكتاب زعيم القاعدة وهو يتخذ من زوجته المنقّبة درعًا بشريًا أمام بندقية جندي من قوات البحرية الأميركية الخاصة «سيل». نقلت صحيفة «الغارديان» البريطانية عن ناطق باسم الدار الناشرة إن كتاب التلوين «يتسم بالصدق والأمانة والاحترام وصون الكرامة، ولا يخشى تسليط الضوء على الحقائق كما هي بدون زيادة أو نقصان». وأضاف أن طبعة الكتاب الأولى تألفت من 10 آلاف نسخة، ونفدت كلها من الأسواق في وقت قصير من طرحها للبيع بسعر 7 دولارات للواحدة. ويقول نص الكتاب في معرض سرده لاقتفاء أثر بن لادن الى مجمّعه في باكستان وقتله وهو يحتمي بزوجته: «بعدما تمكن الزعيم الإرهابي أسامة بن لادن من مراوغة العدالة زمنًا طويلاً ومختبئًا مع أصدقائه الإرهابيين في أفغانستانوباكستان، تمكن الجنود الأميركيون من العثور عليه أخيرًا». ويمضي النص قائلاً: «الحقيقة أيها الصغار هي أن المتطرفين الإسلاميين الذين يكرهون الحرية لهم ولغيرهم هم الذي ارتكبوا تلك الأعمال الإرهابية. هؤلاء الناس المخبولون يكرهون أسلوب الحياة الأميركية لأننا «أحرار» ولأننا نعيش في مجتمع «حرّ». لكن «مجلس العلاقات الإسلامية - الأميركية» أصدر إدانة للكتاب، ووصفه بأنه «مثير للاشمئزاز» لأنه «يصّور جميع المسلمين باعتبارهم مرتبطين بالراديكالية والتطرف والإرهاب». وقال إن هذا سيقود الصغار الى الايمان بأن «جميع المسلمين مسؤولون عما حدث في 9/11، وإن كل شخص يدين بالإسلام إنما هو عدوّ لهم». غلاف الكتاب وقال مدير الاتصالات القومية في المجلس، ابراهيم هوبر، في لقاء له مع صحيفة «تورونتو ستار» الكندية: «بعد هجمات 9/11 صارت الولاياتالمتحدة تعجّ بأفراد وجماعات تسعى إلى تصوير الإسلام باعتباره عقيدة شريرة ولعزل المسلمين عن التيار العام وتهميش دورهم في المجتمع بقدر المستطاع». لكنه أعرب في الوقت نفسه عن أمله في أن «يتمكن الآباء من التعرف إلى الأجندة الحقيقية وراء هذا الكتاب وأن يحموا أطفالهم من الوقوع فرائس للتعصّب والكراهية الدينية». من جهته قال وين بيل، مدير الدار الناشرة في تصريحات للإعلام الأميركي: «هذا غير صحيح أن الكتاب يصوّر المسلمين تحت ضوء سلبي، لأنه لا يفعل هذا على الإطلاق. الأمر يتعلق ب19 إرهابيًا من خاطفي الطائرات الذين أتوا الينا بأوامر من عابد الشيطان أسامة بن لادن لقتل أكبر عدد منا». وردًا على تصريحات الناطق باسم مجلس العلاقات الإسلامية الأميركية، داوود وليد، التي وصف فيها الكتاب بأنه «مثير للإشمئزاز» قال بيل: «حري بوليد أن يصف أولئك الذين يتناولهم الكتاب.. أولئك الإرهابيين ال19 وأسامة بن لادن بأنهم «مثيرون للإشمئزاز». الكتاب لا يختلق شيئًا، وإنما يسرد التاريخ كما حدث، لا أكثر». لكن وليد يقول من جهته: «بالنظر الى أن هذا الموضوع حساس للغاية، ويمسّ دواخل النفوس والمشاعر، وبالنظر الى أن بين ضحايا الهجوم مسلمون أيضًا، وأن المسلمين كانوا بين الأوائل الذين أصدروا رد فعل على ما حدث، كان ينبغي للكتاب أن يتوخى مزيدًا من المسؤولية في تخير نوع لغته التي تربط الإسلام بالراديكالية والتطرف والإرهاب.. هذا كتاب موجّه الى الصغار، وسيترك لديهم انطباعًا راسخًا بأن جميع المسلمين إرهابيون مسؤولون عما حدث في 9/11 وأنهم العدوّ». يذكر أن الدار الناشرة أصدرت في العام الماضي كتابًا مصوّرًا أيضًا عن جماعة «حفلة الشاي» الجمهورية المتطرفة. وقال متحث باسمها إن العائد المالي من مبيعات كتاب 9/11 سيوهب لجماعة «ألوية السلام»، وهي منظمة مسيحية تتخذ من القدس مقرًا لها، وتناصر إسرائيل، وتقول إن هدفها هو مدّ جسور التفاهم بين المسيحيين واليهود على نطاق العالم «عبر التعاليم والأعمال التي تظهر المحبة والرحمة الإلهيتين».