أين هي الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري المعروفة اختصارا ب"الهاكا"؟ إنه السؤال الكبير الذي يطرحه الرأي العام المغربي على هامش تفاعله مع التواضع المخجل للعديد من البرامج المخصصة لشهر رمضان، والتي تعرض في القناتين الأولى والثانية على الخصوص، وبدرجة أقل، في قناة "ميدي 1 تي في". فلا يمر يوم دون أن يقرأ القارئ المغربي في الصفحات المخصصة للنقد التلفزيون انتقادات حادة وسخطا كبيرا ضد محتوى وأداء وأهداف هذه البرامج، وخاصة ضد مسخرة "السيتكومات" ومهزلة "الكاميرات الخفية"، والتي تسببت في تكريس التردي الكبير في الإنتاج المغربي من جهة، وفي تأكيد تكرار نفس مساوئ تدبير البرامج خلال السنين الأخيرة من جهة ثانية، دون أن يستفيد المسؤولون من كثرة الانتقادات التي حررت في الموضوع، وبالرغم هذه المعطيات السلبية، لم يصدر حتى حدود منتصف شهر رمضان لهذه السنة، أي بيان أو توضيح من لدن "حكماء" الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري على هذا التردي الذي يسيء كثيرا لمغرب ما بعد الاستفتاء الدستوري.