جاء الصيف ورحل الربيع والناس شغلها الشاغل هو إيجاد مكان مريح للاستجمام وقضاء عطلة وجيزة بعيدة عن الهموم الروتينية التي يحملها لنا يوميا الحزب الشعبي الذي وجد في محاربة "البرقع والنقاب" صهوة الصيف " للتسلية" وتقضية الوقت بانتظار عودة الناس إلى أشغالها الروتينة اليومية في سبتمبر، وذلك ليس لضروة الخطر الذي يمثله هذا النوع من اللباس الذي ترفضه غالبية عظمة من المسلمين بل لإلحاق الأذى والضرر بصورة المسلمين والإسلام. فبعد فوز الحزب الشعبي على خصومه من الأحزاب القومية اليمنية في بعض مدن وبلدات إقليم كتالونيا في الصراع حول قيادة حظر "البرقع أو النقاب" في المرافق العامة للبلديات ووصول الحملة إلى مجلس الشيوخ الذي أيد مشاريع الحزب الشعبي في منع ارتداء البرقع في المرافق والأماكن العامة، وصلت الحملة المستعرة إلى مجلس النواب لإجباره هو الأخر أيضاً للإدلاء بدلوه في هذه الحملة ضد شيء وهمي تقريبا وغير ملموس في اسبانيا. فمن المتوقع أن يصوت مجلس النواب الاسباني لأول مرة في تاريخه يون الثلاثاء القادم، حول منع ارتداء "البرقع أو النقاب" في الأماكن العامة بناء على مشروع قرار تقدم به الحزب الشعبي "العنيد" بعد النقاش البرلماني حول حالة الأمة الاسبانية الذي جرى يومي الأربعاء والخميس الماضيين. هذا ويحث مشروع قرار الحزب المذكور أعلاه، الحكومة على "منع ارتداء الملابس الإسلامية الكاملة من قبل النساء المسلمات (البرقع أو النقاب) في الأماكن أو المناسبات العامة التي لا تكون لمناسبات دينية بحتة، وكذا أية ملابس أخرى التي تخفي الوجه وتحد من تحديد هوية الشخص والاتصال المرئي". ومن الملاحظ أن الحزب الشعبي "العنيد" وبعد شعوره بنشوة الفوز على خصمه ثابايرو في نقاش حالة الأمة، يسعى لاستغلال هذه "الثورة" لتحقيق مكاسب انتخابية "مهما كانت الوسائل" نظرا لافتقار الحزب على برامج ومشاريع صالحة لطرحها أمام البرلمان والرأي العام لخروج اسبانيا من محنتها الاقتصادية وخوفا من "الفشل والبهدلة" خاصة وانه يدعي أن لديه خطط متكاملة لانتشال اسبانيا وسوقها في ركب الدول التي خرجت من الأزمة.