افتتحت مساء يوم الجمعة فعاليات المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته العاشرة المنظمة تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بحضور عدد من نجوم السينما العالمية والمغربية وجرى حفل افتتاح المهرجان الذي يستمر إلى غاية 11 من شهر دجنبر الجاري على إيقاع معزوفات من الموسيقى الكلاسيكية أداها الجوق السمفوني الملكي برئاسة أولغ ريتشكن. وتم خلال هذا الحفل تكريم أول مدير للمهرجان، الراحل دانيال توسكان دو بلونتيي الذي توفي سنة 2003، وذلك بعرض مقتطفات من شريط وثائقي حول مساره المهني،وسلمت بالمناسبة النجمة الذهبية للمهرجان لأرملته السيدة ميليتا توسكان دو بلونتيي المديرة الحالية للمهرجان . وفي كلمة في حق الراحل، قال سيرج توبيانا المدير العام للخزانة السينمائية الفرنسية، أن السينما كانت بمثابة عشق والتزام بالنسبة له وكان يوليها اهتماما كبيرا ، مشيرا إلى أنه كان إنسانيا ومتنورا ومدافعا عن الفنانين يعمل على التعريف بأعمالهم السينمائية، ومتشبثا بحرية الإبداع. وأكدت أرملة الراحل السيدة توسكان، أن المهرجان عرف الاستمرارية بفضل إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس والثقة التي وضعها جلالته في دانيال الذي كان يؤمن بأن “عزيمة الكل تنتصر على ضعف الفرد”. كما أعربت عن عميق شكرها لصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ل”ثقته وإبداعه ودعمه الدائم”. وأضافت السيدة توسكان دوبلونتيي، أنه على مدى السنوات الفارطة اختار فنانون من جميع الآفاق والمرجعيات الثقافية، أن يجعلوا من مراكش خلال فترة المهرجان قبلة لهم لتبادل الرؤى ووجهات النظر حول السينما وإثراء معارفهم واكتشاف المغرب وفنونه. وكانت أقوى لحظات المهرجان، الفرصة التي منحها المنظمون لعشاق الفن السابع للقاء مجددا مع بعض رؤساء لجان تحكيم الدورات السابقة، ويتعلق الأمر بشارلوت رامبلين،وفولكر شلوندورف، وباري ليفنسون. وذكرت شارلوت رامبلين، رئيسة لجنة تحكيم الدورة الأولى للمهرجان، بالسياق التاريخي لميلاد هذه التظاهرة بعد أحداث 11 شتنبر 2001، التي ما كانت لتنظم لولا إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس ورغبته في جعل مدينة مراكش قبلة لسينمائيي العالم. كما أبرزت أن المهرجان الدولي للفيلم بمراكش حافظ على تصور أول مدير له، الراحل دانيال توسكان دو بلونتيي، والمتمثل بالخصوص في تشجيع المواهب وضمان حرية الإبداع السينمائي. وفي كلمة افتتاح المهرجان، أعرب رئيس لجنة تحكيم دورته العاشرة، عن بالغ شكره لصاحب الجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، وكل الذين ساهموا في إنجاح هذه التظاهرة الفنية الكبرى. وتعاقب بعد ذلك على المنصة أعضاء لجنة التحكيم حيث أعلنوا كل بلغته الأم عن انطلاق الدورة التاسعة للمهرجان . وتتكون لجنة التحكيم من فنانين سينمائيين ذوي شهرة كبيرة حيث يترأسها الممثل والمنتج والمخرج السينمائي و المسرحي الأمريكي جون مالكوفيتش، وتضم في عضويتها كلا من فوزي بنسعيدي الممثل و السيناريست و المخرج المغربي، والممثلة المصرية يسرا، والممثل الايطالي ريكار ماجي، والمملثة شونغ من هونغ كونغ، والمنتج والمخرج و الممثل المكسيكي جيل كارسيا بيرنال، والمخرج الفرنسي بينوا جاكوط ، والممثلة الفرنسية إيرين جاكوب، والممثل البريطاني دومينيك كوبر. ويتنافس في المسابقة الرسمية للدورة العاشرة للمهرجان 15 فيلما تمثل دولا مختلفة. وسيتم في ختام المهرجان الدولي للفيلم بمراكش منح جائزته الكبرى (النجمة الذهبية) ، وجائزة لجنة التحكيم، وجائزة أفضل دور رجالي، وجائزة أفضل دور نسائي. وتحتفي الدورة العاشرة للمهرجان بالمخرج المغربي عبد الرحمن التازي، وبذاكرة الفنان الراحل العربي الدغمي، وذلك في إطار استحضارعطاءات المبدعين المغاربة وإسهامهم في إثراء الرصيد الإبداعي الوطني. كما ستكرم هذه الدورة، سيرا على نهج الدورات السابقة، مجموعة من كبار السينمائيين العالميين، كالممثلين الأميركيين جيمس كان وهيرفي كيتيل، والمخرج الياباني كيروشي كيروساوا. وسيستفيد هذه السنة مجموعة من السينمائيين من ضيوف المهرجان، إلى جانب طلبة معاهد التكوين السينمائي، من دروس “ماستر كلاس”، التي يقدمها المهرجان سنويا، من خلال لقاءات فنية سينمائية مع كل من المخرج الأميركي فرانسيس فورد كوبولا، صاحب أفلام “العراب”، و”القيامة الآن” و”تيتيرو”، والمخرج والسيناريست البلجيكي جون بيير، والمخرج لي تشانغ دونغ من كوريا الجنوبية.