إحتفل برشلونة الليلة على ملعبه الكامب نو في واحدة من روائع مباريات كرة القدم العالمية على حساب غريمه التقليدي ريال مدريد و أكرمه بخماسية نظيفة ضمن الجولة الثالثة عشر من الدوري الإسباني لكرة القدم و ينتزع منه بذلك الصدارة بفارق نقطتين. و بدأ اللقاء قوياً و مثيراً من جانب أصحاب الأرض الذين ضغطوا على مرمى إيكر كاسياس منذ الدقائق الأولى إذ كاد ينفرد دافيد فيا بالحارس في الدقيقة الأولى من المباراة بعد كرة طولية جميلة من بيكيه فطن لها المدافع بيبي و أبعدها بصعوبة برأسه قبل أن يتدخل من جديد بعدها بثواني قليلة فقط في لقطة أخرى ليمنع الجواخي من تجاوزه و الإنفراد بالحارس. و بدا بأن الريال سيلعب بخطة دفاعية منذ الشوط الأول و ظل كريم بنزيمة وحيداً و منعزلاً في الخط الأمامي مع بعض المناوشات الخجولة لكرستيانو رونالدو الذي تأثر بالأجواء الصاخبة في الكامب نو و ظل عصبياً طوال الشوط الأول. في المقابل، سيطر برشلونة على الكرة تماماً و بدأت عجلة تشافي و إنييستا بالدوران.. قبل أن يتوقف اللقاء لدقائق قليلة بعد إصطدام جيرارد بيكيه مع الحارس فيكتور فالديس و تسببه في إصابة له على مستوى الرأس، لكنه أكمل المباراة. و في الدقيقة السادسة، أتت أولى المحاولات الخطيرة لبرشلونة عن طريق داني ألفيش الذي سدد بقوة و كاد يباغث الحارس إيكر كاسيس لكن الكرة مرت بجانب القائم الأيمن من مرمى الريال.. و وسط ضغط هائل من البرسا، أتيحت للبلوجرانا فرصة ثانية للتسجيل عبر نجمه ليونيل ميسي في الدقيقة ال7 بعد أن لعب كرة منفصمة الشخصية بين العرضية والكرة الساقطة في المرمى لكن كرته السيئة في الحالة الأولى والرائعة في الحالة الثانية اصطدمت بالقائم الأيمن لإيكر كاسياس. لم ينتظر البرسا أكثر من ذلك ليحرز هدفه الأول في الدقيقة ال10 وذلك بعد تمريرة قاتلة من أندريس إنيستا بين المدافعين لتشافي هرنانديز المنطلق والذي وضعها على يمين إيكر كاسياس محرزاً الهدف الأول. أخيراً ظهر رد فعل الميرينجي فمن هجمة مرتدة في الدقيقة 12 ، وصلت الكرة لأنخيل ديل ماريا على الجانب الأيسر من خط منطقة الجزاء فسددها قوية اصطدمت بقدم بيكيه وذهبت لولبية لفالديس لكن الأخير أخرجها لركنية. رغم سيطرة البرسا الواضحة على مجريات اللعب بفضل تحركات ميسي في قلب الملعب ومن جانبه إنيستا وداني ألفيش وخلفهم تشافي، إلا أن الفرص عادت للغياب بعض الشيء وسط مناوشة من رونالدو لأبيدال على الجانب الأيسر مرت لركنية في الوقت الذي اقترب فيه البرسا أكثر وأكثر من منطقة الريال لكن التمريرة قبل الأخيرة لم تكن بنفس الدقة التي تمتاز بها تمريرات البلوجرانا. ولم تكن مفاجأة كبيرة أن نجد البرسا وقد تقدم بالهدف الثاني في الدقيقة ال18 وذلك بعد أن لعب تشافي كرة قطرية لدافيد فيا على الرواق الأيسر فدخل للمنطقة وسط تراجع غير مبرر من سيرخيو راموس ليلعب فيا كرة عرضية أرضية لم يستطع كاسياس إيقافها لتصل لبيدرو رودريجيز المندفع من المنطقة اليمنى ليودعها المرمى بكل سهولة محرزاً هدف التعزيز. كاد رونالدو أن يغالط فالديس بتسديدة رائعة من ركلة حرة لكن كرته خرجت لركنية قبل أن ينقذ كاسياس هدفاً ثالثاً من أقدام بيدرو في الدقيقة 27 بتدخل القديس السريع وتشتيته للكرة وسط تباطؤ من ابن اللاماسيا. و بعد تهدئة البارسا للعب و الأجواء الساخنة على أرض الملعب، تحرك مجدداً تشافي و إنييستا في جميع أنحاء الملعب و تسلسلت الكرات و التميرارت القصيرة بين اللاعبين، قبل أن يشهد اللقاء لقطة مثيرة إثر دفع كرستيانو رونالدو للمدرب بيب جوارديولا بعد عدم إستلامه الكرة منه للعب التماس، ذلك ما أغضب العديد من لاعبي برشلونة الذين حاولوا الدفاع عن مدربهم و دخلوا في إشتباك مع البرتغالي و من ضمنهم الحارس فيكتور فالديس الذي تلقى إنذاراً على إثر ذلك. و في الدقيقة ال34، تحصل مجدداً كرستيانو رونالدو على ضربة حرة قريبة من المرمى سددها بقوة لكنها مرة بجانب القائم الأيمن للحارس فيكتور فالديس. بعدها شن برشلونة هجوماً معاكساً قاده ليو ميسي الذي إخترق خط وسط ريال مدريد و كاد ينازل الدفاع وجهاً لوجه لولا عرقلة بيبي الذي تلقى على إثر ذلك البطاقة الصفراء الخامسة له هذا الموسم و التي تفرض عليه الغياب بشكل مؤكد عن القمة المقبلة في سانتياجو بيرنابيو أمام فالنسيا. و ضيّع أوزيل فرصة سهلة للغاية في الدقيقة ال36 بسبب تباطؤه و سوء إستقباله للكرة قبل أن يتدخل كارلس بويول بسرعة و يبعد الكرة إلى الركنية التي لم تأتي بأي جديد للنادي الملكي الذي كاد يتحصل على ركلة جزاء صحيحة بعدها بدقيقتين فقط بعد عرقلة فيكتور فالديس للمهاجم كرستيانو رونالدو كما وضحت الصور التلفزيونية لكن الحكم إدواردو إتورالدي رفض إحتسابها. و في لمحة من البصر، راوغ ليو ميسي أكثر من لاعب و إنطلق مجدداً من خط الوسط لكن تسديدته في أخر المطاف ذهبت عالياً فوق مرمى إيكر كاسياس، و أتيحت له فرصة أخرى بدقيقتين فقط إثر خطا دفاعي من سيرخيو راموس كاد على إثره البرغوث الأرجنتيني ينفرد بالحارس لكن تدخل بيبي حال دون ذلك بعد إنتزاعه الكرة منه بطريقة سليمة. و في الدقائق الأخيرة، ظهرت محاولات خجولة لريال مدريد عبر كرستيانو رونالدو الذي سدد كرة ضعيفة من مسافة بعيدة أخذها الحارس فالديس بالحضن، و كاد كارفاليو يتسبب في إكمال ريال مدريد المباراة بعشرة لاعبين بعد إعتدائه بالكوع على ليونيل ميسي لكن الحكم فضّل التغاضي عن اللقطة لينتهي الشوط الأول بتقدم البلوجرانا بهدفين نظيفين. و في الجولة الثانية، إستعاد برشلونة نهجه التكتيكي و فرض أسلوب لعبه مع تراجع “غير مبرر” للاعبي ريال مدريد للخلف حيث زج المدرب جوزيه مورينيو بلاسانا ديارا مكان صانع الألعاب مسعود أوزيل، قبل أن تتاح فرصة أولى للتسجيل لتشافي هيرنانديز الذي سدد الكرة في الشباك الخلفية من مرمى كاسياس في الدقيقة ال52. و كان فالديس مرتاحاً طوال المباراة، كحال دفاع البارسا الذي أحكم التغطية على بنزيمة المنعزل و كرستيانو و دي ماريا الغائبين عن تركيزهما، فكان له ذلك و سيطرة على الكرة و الملعب طولاً و عرضاً قبل أن يضيف دافيد فيا الهدف الثالث من إنفراد في الدقيقة ال54 إستفاد خلالها من تمريرة بينية سحرية من النجم الأبرز ليونيل ميسي وضع الجواخي على إثرها الكرة بشكل سليم في الزاوية اليمنى من مرمى إيكر كاسياس. و بعدها بثلاثة دقائق فقط، تكرر نفس السيناريو و قام ليونيل ميسي بصناعة الهدف الرابع للبارسا و الثاني لدافيد فيا الذي وجد المساحة الكافية للركض خلف الكرة و وضعها في الجهة اليسرى من مرمى النادي الملكي. ردة الفعل المدريدية كانت متواضعةً للغاية و كانت من المحاولات الأبرز للنادي الملكي تلك التي أتيحت للدون كرستيانو في الدقيقة ال60 من ركلة حرة سددها بقوة و كادت تدخل الشباك حيث مرت على بعد سنتمرات قليلة فقط بجانب القائم الأيمن لفالديس. و تخللت سلسلة من التمريرات البينية و القصيرة للاعبي البلوجرانا إلى جانب نرفزة واضحة من لاعبي ريال مدريد، كرة مباغثة و جميلة من لاعب الإرتكاز سيرخيو بوسكيتس الذي كاد يسجل هدفاً من خط الوسط في مرمى إيكر كاسياس المتقدم لكن الكرة سقطت فوق الشباك العليا من المرمى المدريدي. برشلونة قام بكل شيء في المباراة بينما كان أبرز نجوم الميرنجي غائبين عن اللقاء تماماً بيما فيهم المدرب جوزيه مورينيو الذي أساء قراءة المباراة منذ البداية. و كاد مجدداً كارفاليو يتسبب في طرده من اللقاء بعد منعه الكرة بلمسة يد كادت تكون إنفراد لبيدرو رودريجيز لكن الحكم أنذره فقط ببطاقة صفراء مع أن اللقطة و كما وضحت الصور التلفزيونية تستحق الطرد المباشر ببطاقة حمراء. و مع دخول بويان بديلاً لصحاب الثنائية دافيد فيا، إنتعش خط هجوم البلوجرانا مجدداً و أتيحت للبديل فرصة أولى لتعزيز التفوق في الدقيقة ال76 بعد إنفراده بالحارس لكنه تعثر و أضاع على فريقه فرصة إضافة الهدف الخامس. بويان تحرك كثيراً في الدقائق الأخيرة من المباراة و كاد يسجل هدفاً في الدقيقة ال77 لولا تباطؤه في تسديد الكرة التي ذهبت في إتجاه إيكر كاسياس. و شهدت الدقيقة ال81، أول مناورة من مهاجمي ريال مدريد الذي قاموا بتمريرات بينية قصيرة لكن محاولاتهم لم تتكلل بالنجاح بالنظر إلى يقظة الدفاع الكتلوني المتراص قبل أن يختتم البديل الناشئ جيفرين سواريز مهرجان الأهداف في الدقيقة الأولى من الوقت الضائع بهدف خامس إثر متابعته تمريرة أرضية من بويان المنسلل في الجهة اليسرى من دفاع ريال مدريد. و إرتكب سيرخيو راموس حماقة كبرى إثر تدخله العنيف و المقصود في حق ليونيل ميسي تلقى على إثره البطاقة الحمراء المباشرة، كما إعتدى على المدافع كارلس بويول الذي إحتج على تصرفاته و نرفزته الغير مبررةن و لعل اللقطة تستحق إيقاف اللاعب لأطول فترة ممكنة من طرف الاتحاد الإسباني لكرة القدم.