عيّن المغرب، أمس الجمعة 26-11-2010، سفيراً جديداً له في مدريد، هو أحمدو ولد سويلم خلفاً للسفير السابق عمر عزيمان الذي ظل المغرب من بعده دون سفير لدى إسبانيا طوال 11 شهراً. وجرى حفل تعيين سويلم البالغ عمره 59 سنة بحضور الطيب الفاسي الفهري، وزير الخارجية المغربي، الذي كان قد سبق وأعلن خلال زيارته الأخيرة لمدريد في بداية الجاري أن ولد سويلم سيلتحق بمنصبه قبل نهاية الشهر. وسويلم هو مسؤول سابق بالبوليساريو الانفصالية وأحد مؤسسيها، وهو من أسرة نافذة في قبيلة أولاد دليم تاكادي، وكان والده ولد عبدالله الشيخ نافذاً في القبيلة وعمدة مدينة الداخلة زمن الاحتلال الإسباني للصحراء، حيث كان أحمدو ولد سويلم مساعداً إدارياً للسلطات الإسبانية حتى 1975، ومن بعدها أسهم بتأسيس البوليساريو. واحتل ولد سويلم مراكز مهمة داخل التنظيم الانفصالي فقد كان عضواً في لجنة العلاقات الخارجية للمكتب السياسي، ثم ممثلاً لبوليساريو في غينيا بيساو وبنما وأنغولا وإيران، ثم تم تعيينه مسؤولاً عن قسم المخيمات الصحراوية في موريتانيا، كما قام بتمثيل الانفصاليين داخل لجنة تحديد الهوية التابعة لبعثة المينورسو، ثم عينوه وزيراً مستشاراً لدى رئاسة الجمهورية الصحراوية، كما أعيد تعيينه في 2007 للمنصب نفسه. ثم راح ولد سويلم ينتقد الجبهة الانفصالية واستراتيجتها بدءاً من 2008 ووجه نقداً شديداً لقيادة البوليساريو يرتبط بأدائها في المفاوضات مع المغرب متهماً القائمين عليها باعتماد سياسة الارتجال، ما حمله على الانفصال عنها والعودة الى المغرب في عيد العرش السنة الماضية، حيث حظي باستقبال الملك محمد السادس، وأكد دعمه لمقترح الحكم الذاتي المغربي لمنطقة الصحراء. ولا يفوت في هذا السياق الإشارة على تعامل صحيفة الباييس الاسبانية مع الخبر، التي تميزت بالتحيز الواضح، حيث وصفته ب”الهارب” من صفوف البوليساريو، كما ركزت بتفصيل على ماضي السفير الجديد في أوساط قيادة البوليساريو، وخلافاته مع محمد عبد العزيز، زعيم الانفصاليين، وهو ما يوضح مدى انزعاج الأوساط المساندة للبوليساريو من القيمة الرمزية التي يكتسيها كون أحد أبرز الشخصيات المنحدرة من الصحراء يدافع عن مغربيتها.