انطلقت مساء يوم الاثنين 24ماي 2010 بفضاء المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان فعاليات المهرجان الدولي السادس للأشرطة المرسومة بتطوان بحضور والي ولاية تطوان إدريس خزاني وعدد من الشخصيات وفناني ومثقفي المدينة وممثلي الصحافة. وتعرف هذه الدورة عدة مستجدات ميزتها عن الدورات السابقة، إذ تم اختيار الانفتاح على الفن التاسع بإفريقيا، كما قرر المنظمون هذه السنة نقل المعارض إلى خارج المعهد، وإنجاز جداريات بوسط المدينة. وقد ارتفع عدد الدول المشاركة في المهرجان إلى 14 دولة 9 منها إفريقية و4 أوروبية. ولأول مرة يشارك عارض من الولاياتالمتحدةالأمريكية. وتعرف الدورة مشاركة 17 شابا في المباراة الخاصة بالمواهب الشابة دون سن الثلاثين 6 منهم من إفريقيا والباقي من مختلف جهات المملكة. ومن أهم لحظات المهرجان التقاء هؤلاء المتبارين في إقامة فنية بالمعهد على امتداد أربعة أيام لإنجاز ألبوم جماعي من تأطير فنان من الكاميرون وفنان من فنلندا. كما تعرف كذلك فقرة غنية عن الأفلام المتحركة من تنشيط الفنان محمد غزالة رئيس فرع مصر للجمعية الدولية للأفلام المتحركة ( أسيفا)، إضافة إلى العرض المتواصل لمجموعة مختارة لأفلام متحركة قصيرة للكبار والصغار بتنسيق مع جمعية أصدقاء السينما بتطوان. ولن يقتصر برنامج هذه الدورة خلال هذه السنة على الأشرطة المرسومة، بل تم الانفتاح على أشكال فنية أخرى، حيث سيتم تنظيم حفل موسيقي خاص بالشباب من تنظيم ثلة من طلبة وخريجي المعهد تشارك فيه مجموعات موسيقية شبابية من تطوان وتقدم فيه عروض في الرسم المباشر من إنجاز عزيز أو موسى الفائز بالجائزة الكبرى وجائزة الجمهور في الدورة السابقة للمهرجان. كما استحضر المنظمون خلال هذه الدورة أيضا المسرح، من خلال الانفتاح على فرقة لابو بيكيت للكاتب والمخرج المسرحي يوسف الريحاني بقراءة مسرحية لعمله الجديد “جامع مزواق”، وفرقة المسرح الشعبي من فرنسا بتعاون مع المعهد الفرنسي بتطوان التي ستقدم هزليات موليير. كما سيتم استقبال فرقة فاكاموندو من إسبانيا بتعاون مع معهد سيرفانتيس، التي ستقدم عرضا موسيقيا متفردا. كما سيتم توقيع إصدارات مقررة مباشرة بعد الندوة حول واقع الأشرطة المرسومة بالمغرب ويتم خلالها تقديم خمسة أعمال إثنان من إفريقيا وواحد من بلجيكا وإثنان من المغرب. من جانب آخر تم خلال هذه الدورة في اليوم الثاني للمهرجان تكريم الكاتب والروائي المغربي محمد عز الدين التازي احتفاء بمساهماته الفنية في مجال الرواية التصويرية واعترافا لقيمته الفنية والأدبية على المستوى الوطني والعربي. كما تم تكريم الفنان البلجيكي دوني لارو ومفوضية والوني بروكسيل بالرباط اعترافا بدورهما الفعال في تأسيس شعبة الأشرطة المرسومة بالمعهد. وفي تصريح خص به العلم قال الفنان التشكيلي عبد الكريم الوزاني مدير المعهد الوطني للفنون الجميلة بتطوان أن فكرة تنظيم هذا المهرجان جاءت لمواكبة المجهود التكويني والتربوي لشعبة الأشرطة المرسومة، والتعريف بهذا الفن على أوسع نطاق وتمكين الهواة والمهتمين من منتدى دائم للقاء والاحتفال والاطلاع على المستجدات في عالم الإبداع والنشرو الإنتاج. وأضاف أن الهدف الأساسي منه أيضا هو تكريس مكانة تطوان المتميزة في المجال الثقافي. وكان مدير المعهد قد أعلن في ندوة صحفية أن الدورة السادسة للمهرجان تأتي في قلب منعطف تحول جذري سيمكنها من الاستفادة من شراكة سنوية منتظمة مع الجماعة الحضرية لتطوان، حيث سيتحول المهرجان إلى مؤسسة مستقلة تشرف عليه جمعية ” شوف” للأشرطة المرسومة، الأمر الذي سيضمن له مكانة لائقة به في خريطة المهرجانات المتميزة ببلادنا. ومما يجدر ذكره أن هذا المهرجان يعتبر نموذجا يحتذى به في ميدان التعاون الثقافي الدولي، حيث يشكل ثمرة للشراكة بين مؤسسة المعهد التابعة لوزارة الثقافة ومندوبية والوني بروكسيل بالمغرب والمعاهد الأجنبية وخاصة المعهد الفرنسي ومعهد سيرفانتيس.