استطاعت جمعية مناصرة المرأة “ني بوت ني سوميز” الفرنسية انتزاع قرار من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي يسمح لشابة مغربية بالعودة إلى فرنسا بعدما طردت منها حين قصدت مركز شرطة مدينة “شاتو رونار” وسط فرنسا يوم 18 شباط (فبراير) الماضي بغية تقديم شكوى ضد أخيها الذي ضربها بعنف وترك آثاراً واضحة على وجهها وجسدها. وقد أعلن الرئيس ساركوزي القرار أثناء لقائه مع جمعيات نسائية بمناسبة يوم المرأة العالمي. وكانت نجلاء 19 عاماً غادرت المغرب إلى فرنسا هرباً من زواج قسري من أحد أقاربها عام 2005، لتفاجأ بالشرطة تطلب منها جمع أغراضها استعداداً لترحيلها من فرنسا بسبب إقامتها بشكل غير شرعي حيث كان من المفترض عليها مغادرة البلاد بتاريخ 24 كانون الأول (ديسمبر) الماضي. ورحبت الجمعيات النسائية بقرار الرئيس ساركوزي بإعادة الشابة نجلاء إلى فرنسا، كما حيت جمعية “شبكة تعليم بلا حدود” التي ساندت نجلاء قرار الرئيس ساركوزي. وصرح الناطق الرسمي باسم الجمعية ريشار موايون للصحافة الفرنسية قائلاً: “السماح بعودة نجلاء سار جداً وهو انتصار لها ولكل من ساندها”. واعتبرت الجمعيات عودة نجلاء إلى فرنسا رسالة موجهة لكل النساء اللواتي يتعرضن للعنف والقمع الأسري، حيث أصبح بإمكانهن التوجه لأقسام الشرطة وتقديم الشكاوى ضد العنف الذي يمارس بحقهن دون أدنى خوف من العواقب. وذهبت نجلاء إلى مقر السفارة الفرنسية في المغرب مع أحد أعضاء شبكة تعليم بلا حدود واستقبلت بترحيب حار من قبل الموظفين هناك. وتقول نجلاء في حديث هاتفي مع صحيفة لوبون الفرنسية: “لم يخبرني أصدقائي بالنبأ، إذ كانوا يريدون ترك الأمر مفاجأة، غير أن أحد الصحافيين الفرنسيين اتصل بي أمس ليعرف ردة فعلي فكان هو أول من ينقل لي هذا الخبر السعيد. أنا الآن سعيدة جداً، فرحتي لا توصف. صباح اليوم ذهبت إلى قنصلية فرنسا بالرباط، وخصني العاملون بالقنصلية باستقبال حار، والآن علي الانتظار لبضعة أيام”. القرار من مصلحة ساركوزي ويرى مراقبون أن القرار جاء في مصلحة نجلاء، ولكن كان سببه غير المعلن هو مغازلة العرب والمغاربة حيث يشكلون نسبة لا بأس بها ضمن تعبئة للانتخابات المحلية والتي سيكون موعدها الأحد القادم. ويضيف موايون: “من المؤكد أن قرار ساركوزي هو في صالح نجلاء، لكنه كذلك في مصلحة الرئيس، لأن محيطه ووزراءه ومنذ اندلاع القضية اعتبروا أن لا شيء يبرر عودة نجلاء، ويأتي هو اليوم ليجد تبريراً لعودتها”. وأضاف “أعتقد أنه وجّه صفعة قوية لبعض وزرائه مثل وزير الهجرة إيريك بيسون، وسكرتيرة الدولة للأسرة والتضامن نادين مورانو، ومحافظ “أورليون” التي تنتمي إليها نجلاء، ولو كان لديهم القليل من الكرامة، لقدموا استقالتهم بعد قرار ساكوزي”. وترى نجلاء أن قرار ساركوزي كان بسبب تفهمه لوضعها قائلة “لا أعتقد أن الرئيس ساركوزي قد تصرف لغاية انتخابية أو غاية أخرى. أذكر عندما قال يوماً ما إنه متفهم جداً لقضايا النساء المعنفات، وأعتقد أنه تصرف من هذا المنطلق وليس من منطلق آخر”.