بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، أعلن الرئيس نيكولا ساركوزي الاثنين في لقاء مع جمعيات نسائية أنه يقبل دعوة تقدمت بها جمعية "لا عاهرات ولا خاضعات" الفرنسية، لإعادة شابة مغربية طردت من فرنسا، بعد تقدمها بشكوى ضد أخيها لممارسته العنف ضدها. حسناء مليح (نص) بمناسبة عيد المرأة، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الاثنين استعداده استقبال الشابة نجلاء لحيمر على التراب الفرنسي بعد أن تم توقيفها في 18فبراير/شباط وطردها في اليوم التالي إلى بلدها الأصلي المغرب. قصة نجلاء البالغة من العمر 19 عاما، خلقت تعبئة في أوساط الجمعيات النسائية في فرنسا تكللت بالنجاح يوم عيد المرأة حين طلبت جمعية "ني بوت ني سوميز" التي حضرت لقاء عقده الرئيس ساركوزي مع الجمعيات النسائية في قصر الإليزيه أمس الاثنين، من الرئيس الفرنسي إعادة النظر في قضية نجلاء والسماح لها بالعودة إلى المؤسسة التي تدرس بها في مدينة "شاتو رونار" وسط فرنسا بحكم تعرضها للعنف العائلي. فمأساة نجلاء التي هاجرت إلى فرنسا في14 من العمر هربا من زواج قسري من أحد أقاربها، بدأت عندما تقدمت إلى قسم الشرطة في المدينة التي تقطن فيها لتسجيل شكوى ضد أخيها الذي تعيش معه في فرنسا والذي ضربها وترك آثارا واضحة على جسدها بعد أن وجد بقايا سيجارة في غرفتها. غير أن نجلاء، تحولت بسرعة من ضحية إلى مخطئة و تفاجئت بالشرطين وهم يطالبونها بمرافقتها إلى بيتها لجمع أغراضها والاستعداد للطرد من فرنسا التي تقيم فيها بطريقة غير شرعية. الجمعيات ترحب بقرار ساركوزي تقول نجلاء لفرانس24، "لم يخبرني أصدقائي بالنبأ إذ كانوا يريدون ترك الأمر مفاجأة، غير أن أحد الصحافيين الفرنسيين اتصل بي أمس ليعرف ردة فعلي فكان هو أول من ينقل لي هذا الخبر السعيد. أنا الآن سعيدة جدا، فرحتي لا توصف. صباح اليوم ذهبت إلى قنصلية فرنسا بالرباط، وخصني العاملون بالقنصلية باستقبال حار. والآن علي الانتظار لبضعة أيام". حيّت الجمعيات النسائية قرار الرئيس ساركوزي، قالت سهام حبشي على أثير إذاعة "أوروبا 1" الفرنسية "أنا سعيدة بهذا القرار لأن عودة نجلاء هي رسالة لكل النساء اللواتي أصبح بإمكانهن اليوم التوجه إلى أقسام الشرطة، ورفع شكاوى ضد العنف الممارس ضدهن" بدون التخوف من العواقب. كما حيت جمعية "شبكة تعليم بدون حدود" قرار الرئيس ساركوزي، وصرح أحد أعضائها ريشار موايون، لفرانس 24، "خبر السماح بعودة نجلاء سار جدا وهو انتصار لها ولكل من ساندها". رغبات السلطان أوامر" غير أن قرار ساركوزي والذي يأتي قبل ستة أيام فقط من موعد الانتخابات المحلية في فرنسا – 14 مارس/آذار- ، لم يحظ فقط بالترحيب من طرف الجمعيات التي تدعم نجلاء. وفي هذا الصدد قال ريشار بوايون "من الأكيد أن قرار ساركوزي هو في صالح نجلاء لكنه كذلك في مصلحة ساركوزي، لأن محيطه ووزرائه ومنذ اندلاع القضية اعتبروا أن لا شيء يبرر عودة نجلاء. ويأتي هو اليوم ليجد تبريرا لعودتها. أعتقد أنه وجّه صفعة قوية لبعض وزرائه كإيريك بيسون – وزير الهجرة- ونادين مورانو – سكرتيرة الدولة للأسرة والتضامن- و محافظ "أورليون" التي تنتمي إليها مدينة نجلاء". وأضاف "لو كان لديهم القليل من الكرامة، لقدموا استقالتهم بعد قرار ساكوزي". وحسب بيان صحافي حصلت فرانس 24 على نسخة منه، تنتقد جمعية "شبكة تعليم بدون حدود" قرار ساركوزي السماح لنجلاء بالعودة إلى فرنسا، لأنه "تجسيد واضح لطريقة ممارسة الحكم السائدة في فرنسا حاليا، والتي تخضع لرغبات السلطان، الذي يقرر أن يطرد من يريد أو يستقبل من يريد بحسب ما يخدم مصلحته". فيما يخص نجلاء، فهي لا ترى في قرار الرئيس الفرنسي قرارا يخدم مصلحته وإنما تفهم لوضعها "لا أعتقد أن الرئيس ساركوزي قد تصرف لغاية انتخابية أو غاية أخرى. أذكر عندما قال يوما ما إنه متفهم جدا لقضايا النساء المعنفات وأعتقد أنه تصرّف من هذا المنطلق وليس من منطلق آخر". فرانس 24