يدافع المنتخب المصري لكرة القدم بطل القارة السمراء 7 مرات بينها النسخ الثلاث الأخيرة، عن سمعته الأربعاء 3-03-2010، باختبار ودي تاريخي أمام نظيره الإنكليزي على ملعب ويمبلي الشهير في لندن. وهي المباراة الودية الثانية بين المنتخبين بعد الأولى عام 1986 في القاهرة وانتهت بفوز ساحق للإنكليز برباعية نظيفة، والثالثة في تاريخ المواجهات بينهما بعد لقائهما في الدور الأول من نهائيات كأس العالم في ايطاليا عام 1990 عندما فاز الإنكليز بهدف وحيد سجله مارك رايت في الدقيقة 64. وكان المونديال الإيطالي المشاركة الثانية والأخيرة للفراعنة في العرس العالمي. وتكتسي المباراة أهمية كبيرة للمنتخب المصري، حيث ستكون بمثابة فرصة أخرى للبرهنة على أحقيته بالتواجد في المونديال بعد أن خسر البطاقة في المباراة الفاصلة أمام الجزائر بالذات، وذلك بعدما أثبت علو كعبه في النهائيات القارية التي أقيمت في أنغولا في كانون الثاني (يناير) الماضي عندما توّج باللقب الثالث على التوالي وأزاح 4 منتخبات عريقة وممثلة للقارة السمراء في العرس العالمي الصيف المقبل بدءاً من نيجيريا (3-1 في الدور الاول) مروراً بالكاميرون (3-1 بعد التمديد في ربع النهائي) والجزائر (4-صفر في نصف النهائي) وصولاً الى غانا (1-صفر في المباراة النهائية). ويخوض المنتخب المصري المباراة بالمجموعة ذاتها التي أبلت البلاء الحسن في العرس القاري باستثناء غياب مدافع اسكيشهير التركي عبدالظاهر السقا بسبب الإصابة ولاعب انبي عبدالعزيز توفيق، لكن المدير الفني حسن شحاته عززها بالغائبين الكبيرين عن النهائيات الافريقية وهما صانع الالعاب ونجم الأهلي محمد ابوتريكة ومهاجم هال سيتي الإنكليزي عمرو زكي. وتعتبر المباراة فرصة ذهبية لشحاته لرد الاعتبار لنفسه بعدما كان مرشحاً لتدريب المنتخب النيجيري في كأس العالم بيد ان تعنت المسؤولين النيجيريين في السفر الى القاهرة للتفاوض معه وإصرارهم على حضوره الى لاغوس حال دون اتمام الصفقة. ومرة اخرى لم يسلم شحاته من انتقادات وسائل الإعلام في بلاده بسبب استدعائه لأبوتريكة العائد للتو من الاصابة التي ابعدته عن العرس القاري وعمرو زكي، بيد ان المدير الفني أكد جدارة انضمام اللاعبين الى صفوف الفراعنة، مشيراً إلى أن “استدعاءهما ليس مجاملة لهما بل لحاجة المنتخب الى خدماتهما وأحقيتهما بالدفاع عن ألوانه”. وكان شحاته واجه انتقادات كبيرة قبل انطلاق العرس القاري بسبب استدعائه مهاجم الاتحاد السكندري محمد ناجي “جدو” لكنه أسكت منتقديه بعدما توج الأخير هدافاً للبطولة برصيد 5 أهداف أغلاها هدف الفوز في مرمى غانا في المباراة النهائية. واعتبر أبوتريكة مباراة “ويمبلي” بمثابة الحلم الذي يراود نجوم إفريقيا للتألق والاقتراب من تحقيق حلم الاحتراف في أقوى البطولات في العالم، مضيفاً ان المباراة تعتبر أيضاً تكريماً لأبطال افريقيا الذين يستحقون كل تقدير واحترام على انجازهم الاخير الذي مازالت الصحف الانكليزية تتناوله حتى الآن بشيء من الوقار غير مصدقة حصول الفراعنة على ثلاث بطولات افريقية متتالية وخروجهم من تصفيات كأس العالم”. أما زكي فأكد أنه لن يفوّت فرصة عودته الى صفوف المنتخب بعد فترة غياب طويلة، مشيراً الى أن تركيزه منصبّ على تقديم عرض قوي يليق بسمعة المنتخب المصري والسعي بالطبع الى الفوز. وأوضح أن المباراة قد تكون بداية جديدة لمسار آخر لتحقيق أهداف أكبر تكون خير تعويض عن عدم التأهل الى نهائيات كأس العالم. من جهته، أوضح المدرب العام للفراعنة شوقي غريب ان الجهاز الفني لا يسعى فقط الى تقديم عرض جيد ولكن الى تحقيق الفوز ايضاً، وقال “علمتنا التجارب انه لا يوجد مستحيل في عالم كرة القدم فالانكليز انفسهم مازالوا يتذكرون العروض الجيدة التي قدمها المنتخب الوطني في كأس العالم للقارات أمام البرازيل وفوزه على ايطاليا بطلة العالم. سنقدم عرضاً يليق بالكرة المصرية”. وتوقع مهاجم بوروسيا دورتموند الالماني محمد زيدان أن تكون المباراة ممتعة نظراً لقوة طرفيها. ولا تختلف أهمية المباراة كثيراً بالنسبة الى الانكليز لأنها افضل إعداد للمونديال خصوصاً لمواجهة المنتخب الجزائري الذي يواجهونه في الجولة الثالثة الاخيرة من منافسات المجموعة الثالثة بعد الولاياتالمتحدة وسلوفينيا. بيد أن مدرب الإنكليز الإيطالي فابيو كابيللو يواجه مهمة صعبة اقلها في الوقت الحالي بسبب الغيابات الكثيرة في صفوف منتخب الاسود الثلاثة ابرزها ريو فرديناند واشلي كول وغلين جونسون بسبب الاصابة وواين بريدج الذي اعتذر عن المشاركة مع المنتخب بعد الفضيحة التي طالت زميله السابق في تشلسي والحالي في المنتخب جون تيري المتهم بعلاقة عاطفية خارج الزواج مع الصديقة السابقة لبريدج، بالإضافة الى ابتعاد جو كول وثيو والكوت واميل هيسكي عن مستواهم. وسيشارك نجم مانشستر يونايتد واين روني صاحب 28 هدفاً حتى الآن هذا الموسم بينها 23 في الدوري بعد ان حام الشك حول خوضه المباراة وذلك بسبب شعوره بآلام في ركبته في المباراة الاخيرة أمام استون فيلا والتي قاد فيها فريقه الى إحراز اللقب بتسجيله هدف الفوز (2-1).