كانت النتيجة 22 في المبارزة السينمائية ما بين فيلم “The Hurt Locker” و”Avata”، أو لشخصنة الأمور، ما بين كاثرين بيغلو وجيمس كاميرون (زوجها السابق). نقطتا بيغلو تم الحصول عليهما من “جوائز اختيارات النقاد” كأفضل فيلم ومخرجه، في حين أن نقطتي كاميرون تم الحصول عليهما من “جوائز الكرة الذهبيه” كأفضل فيلم درامي ومخرج. هكذا كانت الأوضاع، مستقرة إلى حد ما، حتى أعلنت نقابتي الممثلين والمنتجين عن جوائزهم في عطله نهايه الأسبوع الماضي، حيث منحت نقابه الممثلين فيلم كوينتن تارنتينو “Inglourious Basterds” جائزه أفضل طاقم تمثيلي، وساعدت نقابه المنتجين من إعاده الثقه في نفس بيغلو بمنح “The Hurt Locker” جائزه أفضل فيلم والتقدم على “Avatar” خطوه في سباق الفوز بالأوسكار. المؤثر الأكبر على الأوسكار في السنوات العشر الماضية، ستة أفلام منحتها نقابة المنتجين جائزه أفضل فيلم انتهى بها المطاف للفوز بالأوسكار، وثمانيه أفلام اختارتها جمعيه النقاد السينمائيين (جوائز اختيارات النقاد) كأفضل فيلم فازت بالأوسكار، و” The Hurt Locker” هذا العام حصل على الجائزتين، فهو المفضل لدى النقاد والمنتجين على حد سواء. ولكن حتما ليس لدى جمعيه الصحفيين الأجانب في هوليوود (جوائز الكرة الذهبية) المكونه من ثمانين مراسلا ومصورا أجنبيا يغطون أخبار النجوم والحفلات في لوس انجلس ويوزعون جوائزهم السنويه على الأفلام والمسلسلات التي يرون بأنها الأفضل، والذين تركوا “The Hurt Locker” خالي الوفاض في ليلة السابع عشر من يناير الماضي. ومع خبر فوز “The Hurt Locker” الأخير بنقابة المنتجين، بدلا من “Avatar” ، تحول “الطريق إلى الأوسكار”، من طريق سهل التنبؤ بنهايته، إلى طريق يستمتع عشاق السينما ومتابعيها بمتابعة أخباره وعقد التكهنات حول نتائجه. فلا أحد يريد أن يتابع حفلا يعرف مسبقا بنهايته، كل هذا في عام ستتنافس فيه عشره أفلام على أوسكار أفضل فيلم، لم يعلن عنها بعد. ففوز “Avatar” بنقابه المنتجين سيجعل انتظارنا للسابع من مارس، يوم توزيع الأوسكارات، ممل للغاية. أرباح Avatar أمام طموح The Hurt Locker قد يؤثر على إعظاء الأكاديمية النجاح الجماهيري ل”Avatar” وتجربة الثري دي الفخمة، في حالة ما إذا شاهد المصوتون الفيلم في صالات السينما، ولكنهم سيكونون في موقف صعب تجاه تقبل سيناريو كتب بطريقة مراهق مدلل يعشق أفلام الخيال العلمي، ففي النهايه سيناريو افاتار لا يمكن هضمه بسهولة، خصوصا هراءات الإمبريالية الأمريكية والتي أصبحت طريقة رخيصة في دغدغه مشاعر الديمقراطيين وحكاية الحب البطولية التي أنقذت شعب من الأندثار. من الجهة الأخرى، “The Hurt Locker” لا يدين أحدا، على الأقل ليس بفجاجة الأفلام الحربية التي تناولت موضوع غزو العراق، ولم تبذل بيغلو أي مجهود في الفيلم لتوصيل رسائل سياسية، فمن هو الذي يريد مشاهدة فيلم حربي آخر يدين الحكومة الأمريكية بالحروب التي تقترفها. كل ما يفعله نص “The Hurt Locker” هو استعراض لأحوال الحرب في العراق من وجهة نظر فرقة تفكيك قنابل، هم جنود في النهاية، لكنهم لا يطاردون إرهابيين بلكنات مضحكة ويفجرون أجساد بعضهم البعض بقنابل يدوية، ومع كل ذلك الاستعراض النفسي لأحوال الفرقة والاستعراض البصري لأجواء رحلات الفرقه المميتة في تفكيك القنابل، تحافظ بيغلو بشكل مثير للإعجاب ويدعو للاحترام والتصفيق على وتيرة الفيلم بإثاره تفتقرها أفلام الحركه الأمريكية، وهذا ما يجب على أعضاء الأكاديمية تقديره في النهاية. ومع اقتراب لحظة إعلان الأفلام المرشحة للأوسكار، في الثاني من فبراير القادم، لا يوجد أمام كاميرون وبيغلو سوى انتظار إعلان نقابة المخرجين عن جائزتهم مساء السبت القادم، كآخر محطة نزاع للطرفين، والتي ستحدد بنسبه كبيره جدا طبيعة الفائز بأوسكار أفضل مخرج، فعلى مدى تاريخ نقابه المخرجين الممتد لستين عاما، اختلف الفائز بأوسكار أفضل مخرج عن المكرم من النقابة ست مرات فقط، فهل سيكون عام 2010 هو العام الذي تكرم فيه نقابة المخرجين امرأه للمرة الأولى، أم تمنح كاميرون جائزته الثانيه؟