تقام اليوم مباراتان في افتتاح المرحلة الثانية من تصفيات المجموعة الأولى في بطولة الأمم الإفريقية التي تستضيفها أنجولا حتى 31 يناير/كانون الثاني؛ يلتقي في الأولى الجزائر ومالي في مواجهة نارية، فيما تجمع الثانية أنجولا مع مالاوي، مفاجأة المجموعة. في المباراة الأولى؛ ستكون الجزائر مطالبة أمام مالي بالفوز أو بالتعادل على أقل تقدير حتى تحافظ على حظوظها الصعبة في التأهل، وخاصة بعد خسارتها في الجولة الأولى أمام مالاوي بثلاثية مذلة. ويتعين على الجزائر تحقيق الفوز لإنعاش آمالها في التأهل إلى الدور الثاني، خاصة وأن مهمتها أصبحت صعبة جدا، وباتت تواجه خطر الخروج خالية الوفاض، بعد أن كانت تعقد آمالا كبيرة على هذه البطولة لتأكيد عودتها القوية على الساحتين القارية التي غابت عنها منذ 2004 عندما خرجت من الدور ربع النهائي على يد المغرب 1-2. واعترف رابح سعدان -مدرب الجزائر- بأن مهمة منتخب بلاده أصبحت أكثر تعقيدا بعد الخسارة القاسية أمام مالاوي، وقال: “الخسارة أمام مالاوي مؤلمة في المطلق، خصوصا وأنها عقدت مهمتنا في بلوغ الدور ربع النهائي، لكن هذه هي كرة القدم، ويجب تقبلها، وتصحيح الأخطاء في المباراتين المقبلتين”. وأوضح سعدان أن مباراة مالي ستكون غاية في الصعوبة على الخضر؛ إلا أنه شدد على ضرورة الفوز فيها على الرغم من صعوبة المهمة، خاصة وأن مالي نجحت في تقديم عرض رائع في مباراة الافتتاح. في المقابل تدخل مالي اللقاء بمعنويات مرتفعة، بعدما حولت تخلفها في مباراة الافتتاح أمام أنجولا بأربعة أهداف إلى تعادل ثمين في عشر دقائق؛ الأمر الذي يُعطيها الدافع لتخطي الجزائر لتحافظ على فرصها في التأهل حتى الجولة الأخيرة. وتدخل مالي مباراة الجزائر وهي تأمل -هي الأخرى- في تحقيق الفوز، ولن ترضى بديلا عنه؛ لأنه الحل الوحيد لتعزيز حظوظها في التأهل إلى ربع النهائي، خصوصا وأن مباراتها الأخيرة ستكون أمام مالاوي، فيما تلتقي الجزائر في اختبار لا يقل صعوبة أيضا أمام أنجولا المضيفة. وتعول مالي على خبرة ثلاثيّها المحترف في إسبانيا: محمدو ديارا (ريال مدريد الإسباني)، وسيدو كيتا (برشلونة الإسباني)، وفريديريك عمر كانوتيه (إشبيلية الإسباني)، والذي كان له دور كبير في التعادل الذي انتزعه منتخب بلادهم من أنجولا. والتقى المنتخبان 13 مرة، تقاسما خلالها الفوز 6 مرات مقابل تعادل واحد، علما بأنهما التقيا مرة واحدة في العرس القاري، وكانت عام 2002 في مالي، وكان الفوز من نصيب أصحاب الأرض 2-صفر. أنجولا تسعى للتعويض وفي المباراة الثانية، تحاول أنجولا المضيفة تفادي السقوط في فخ مالاوي التي فاجأت الجميع بفوزها الساحق على الجزائر بثلاثية نظيفة. وكانت أنجولا أهدرت فوزا في المتناول أمام مالي عندما تقدمت برباعية نظيفة قبل أن تستسلم لضغط الماليين في الدقائق ال16 الأخيرة، وتستقبل شباكها 4 أهداف أيضا. وطالب البرتغالي مانويل جوزيه -مدرب أنجولا- لاعبيه بالتركيز حتى الثانية الأخيرة أمام مالاوي لتفادي ما حصل أمام مالي. وقال: لا يُعقل أن تتقدم 4-صفر، وتسقط في فخ التعادل 4-4 في ظرف 16 دقيقة فقط، لم أمر بهذا الموقف طيلة مسيرتي التدريبية. وأضاف: كنا نستحق الفوز أمام مالي، والجمهور كذلك، لكننا أهدرنا فرصة ذهبية، وعقّدنا مهمتنا في البطولة. وتابع: مواجهة مالاوي ستكون أصعب من مباراة مالي، لأن مالاوي ليس لديها ما تخسره، فهي حققت الأهم أمام الجزائر، وستلعب بمعنويات عالية أمامنا، في وقت سنكون مطالبين فيه بالاندفاع نحو الهجوم من أجل الفوز، وهذا قد يكون مضرا لنا، لذلك طالبت اللاعبين بالحذر، والتركيز في آن واحد. وأضاف: صححنا الأخطاء التي ارتكبت أمام مالي، واللاعبون مصممون على التعويض، وإسعاد الجماهير الغفيرة التي ساندتنا في المباراة الافتتاحية. في المقابل، قال مدرب مالاوي كيناه فيري: نعرف ما ينتظرنا، وما يتعين علينا فعله، نجحنا في مباراتنا الأولى في تحقيق الفوز الأول لنا في النهائيات، وسنسعى إلى تحقيق الثاني. وأوضح فيري أن معنويات لاعبيه عالية، وسوف يسعى لاستغلال هذا العامل جيدا في المباراتين المقبلتين؛ لأن المنتخبين الأنجولي والمالي سيحسبان لنا ألف حساب، ونحن مستعدون لمواجهتهما. وتابع: جئنا إلى هنا ونحن غير مرشحين لتحقيق نتائج جيدة، لكن حماس اللاعبين كبير ورائع، وأظهروا ذلك في المباريات الودية؛ حيث تعادلنا مع مصر، حاملة اللقب، ومع غانا، ثم سحقنا الجزائر. والتقى المنتخبان خمس مرات تقاسما خلالها الفوز مرتين لكل فريق مقابل التعادل مرة واحدة.