“وللناس في ما يعشقون مذاهب”، ومذهب المغربي رشيد بداوي (34 سنة) في العشق يتجسّد في هواية جمع صور زعماء الدول ورؤساء الحكومات والمنظمات الدولية مذيلة بتوقيعاتهم الرسمية، بعضهم لا يكتفي بتوقيعه فقط بل يضمّن الصورة عبارات الثناء والتشجيع على مواصلة هذا التقليد. منذ خمس سنوات، اختار رشيد الحاصل على شهادة الماجستير في الاقتصاد لنفسه هواية مميزة وفريدة، وهي مراسلة العديد من الشخصيات السياسية الدولية التي تشبع الشاب بأفكارها، وآمن بدورها، ولها موقف إيجابي في التعامل مع العديد من القضايا التي تهم المغرب والعالم العربي. وعندما سُئل عما إذا راسل الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أجاب “لا يشرفني أن يكون بوش ممن أنشد توقيعه، فبخط يده صدر قرار قتل الأبرياء في مناطق عدة من العالم، أنا أبحث عن أوتوغرافات رسل السلام والتنمية في بلدانهم ومن خلال المنظمات التي يرأسونها”. “الإنترنت” في خدمة الهواية وبعد أن يقوم رشيد بعملية البحث في الإنترنت عن العنوان الرسمي للشخصية التي يأمل في الحصول على توقيعها، يسارع إلى مكاتبتها عبر البريد المضمون، هذه الخطوة يراها الشاب “ضرورية وتعطي للمرسل إليه انطباعاً عن جدية الموضوع، وبذلك أضمن نسبة مئوية كبيرة من الجواب على رسالتي”. وفي أحايين كثيرة كللت مبادرات الهاوي بالتعثر، مرة قام بمراسلة الزعيم الإفريقي نيلسون مانديلا يطلب صورته الموقعة، لكن الجواب كان حاسماً: مانديلا الحاصل على جائزة نوبل اعتذر لرشيد بداوي عن الاستجابة لطلبه، مبرراً ذلك بأنه لم يعد يمنح توقيعه منذ تنحيه عن رئاسة جنوب إفريقيا، على الأقل يقول رشيد “حصلت على معلومة ثمينة عن الزعيم الزنجي”. ويحتفظ ألبوم بداوي اليوم بما يفوق 40 صورة عليها توقيع الشخصيات السياسية العالمية، بدءاً بأوتوغراف الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، مروراً برئيس المفوضية الأوروبية رئيس المنظمة الفرنكوفونية عبدو ضيوف، وصولاً إلى رئيس فرنسا الحالي نيكولا ساركوزي، والسابق جاك شيراك، وأخيراً توقيع رئيس الوزراء السويدي. ومنذ أسابيع يتردد هذا الشاب يومياً على علبة رسائله بالبريد المركزي في شارع محمد الخامس بالعاصمة الرباط، إنه ينتظر بفارغ الصبر، تاريخ توصله بجواب على خطابه من البيت الأبيض، ينتظر أن تلتحق الصورة المختومة بتوقيع الرئيس الأمريكي بارك أوباما الحاصل هذا العام على جائزة نوبل للسلام، بما توافر لديه من الصور والأوتوغرافات والمراسلات. معرض في الأفق وعن مشاريعه المستقبلية، يؤكد بداوي أنه بصدد التفكير الجدي في موعد لتنظيم معرض لهذه الصور الموقعة، حتى ينفتح الجمهور المغربي خصوصاً الشباب على هذه التجربة. قد يرى البعض أنها هواية فقط، لكن لرشيد رأي آخر، “مع مرور الزمن ستتحول هذه الصور إلى وثائق تاريخية شاهدة على شخصيات سياسية دولية أثرت بفعلها ومبادراتها في العصر الذي نعيش فيه”. عن العربية نت