أصبحت رياح التشيع على المهاجرين المغاربة، أحد الهواجس الدينية المؤرقة للمسؤولين في الرباط، بفعل فورة التقارير الإعلامية والأمنية التي تشتغل على الموضوع، ولن يكون آخر هذه التقارير والإقرارات، ما صدر عن مينة حيدرة الكرزابي، رئيسة جمعية النساء المغربيات بساحل العاج، والتي أقرت أن “المغربيات أصبحن يقبلن على زواج المتعة مع مواطنين لبنانيين بساحل العاج، إذ بلغ عدد المغربيات المتزوجات من لبنانيين ما يقارب 100 امرأة، ويرتبطن عبر عقد مكتوب عليه “مقدم الصداق القرآن ومؤخره الحج”، مضيفة في تصريحات إعلامية أن “هذا النوع من الزواج يقبل عليه اللبنانيون الشيعة، وهو ما يؤدي إلى تشيع أطفالهم الذين يحملون الجنسية المغربية أيضا طبقا لقانون الجنسية”. وكونها تابعت حالات لمغربيات استشرن السفارة المغربية بساحل العاج حول مدى اعتراف المغرب بزواج المتعة قبل الإقدام عليه، على اعتبار أن هذا النوع من الزواج لا يتم توثيقه بالمغرب لأن العديد من اللبنانيين أصبحوا يقصدون المغرب من أجل خطبة المغربيات والاتفاق على أن يكون عقد القران بساحل العاج. ويتذكر المتتبعون للشؤون الدينية في المجال التداولي المغربي أن بعض ممثلي الجالية المغربية بالديار البلجيكية، دقوا ناقوس الخطر بدورهم في نهاية حزيران “يونيو” الماضي، وأعربوا عن قلقهم إزاء انتشار المذهب الشيعي بين بعض أبنائهم الذين يتبعون تقليديا المذهب السني المالكي. وتزامن التحذير المغربي/البلجيكي مع تحذير أصدره عبد الله بوصوف الأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، مفاده أن أربعة مساجد كبيرة للجالية المغربية في العاصمة البلجيكية ببروكسل أصبحت تتبع المذهب الشيعي، في تقاطع مع حيثيات تقرير صحافي صدر في جريدة “إيرفيان” البلجيكية “منبر إعلامي إلكتروني”، جاء فيه أن العاصمة البلجيكية بروكسل أصبحت المدينة الأولى من حيث النشاط الدعوي الشيعي ببلجيكا، وينشط بها لتحقيق هذه الغاية عدد من الجمعيات والمراكز الشيعية منها المركز الإسلامي الثقافي الشيعي لأهل البيت، ومكتبة بيروت، وجمعية الهادي المغربية، مضيفة أن هناك مساجد خاصة بالشيعة ضمنها مسجد خاص بالأتراك الشيعة ويتردد عليه الكثير من المغاربة. وسبق ليومية “الصباحية” المغربية “مقربة من الدوائر الرسمية” أن أوردت رقم 5000 مغربي مقيم في بلجيكا ممن سقطوا في فخ التشيع، بناء على اعترافات مغاربة مقيمين ببروكسل، في حين أقر مغربي تشيّع بدوره أنه حصل من مسجد يتردد عليه الشيعة، على معطيات شبه مؤكدة تفيد أن “عدد الشيعة في بلجيكا يقارب 25 ألف شخص، ينحدرون على الخصوص من المغرب والعراق وإيران ولبنان”. وفيما يشبه الانخراط الرسمي للمسؤولين المغاربة في التصدي لمخاطر تشيع المغاربة بالخارج، أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن إحداث مجلس علمي للجالية المغربية المقيمة بالخارج، العام الماضي، باعتباره “مرجعية المغاربة المقيمين بالخارج في القضايا الدينية”، حيث أبرز أحمد التوفيق، الوزير الوصي على الشأن الديني في معرض رده على سؤال شفهي بالمجلس النيابي حول “التأطير الديني للمغاربة المقيمين بالخارج” تقدم به “الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية” أن “الوزارة منكبة على تشخيص الحاجيات الدينية لأفراد الجالية”، مشيرا إلى أن قضية الأئمة “تشغل بال المغاربة بالخارج بالنظر إلى الدور الهام الذي يضطلع به الأئمة، وخاصة في ما يتعلق بتأطير الناس في الشأن الديني”.