أكد رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، على أهمية إحداث التوازن والتصالح بين المواطن ومؤسسات الدولة حتى تكون رهن إشارته وتمكين جميع المواطنين من حقوقهم، مضيفا في كلمة ألقاها في افتتاح أشغال أول اجتماع لمجلس الحكومة، بعد تعيينها من طرف الملك محمد السادس، انعقد صبيحة يوم الخميس 5 يناير 2012 بمقر رئاسة الحكومة بالرباط “إن على الحكومة الجديدة أن تكون كتلة موحدة ومنسجمة وقوية وفي مستوى اللحظة التاريخية”. وفي سياق متصل، قال رئيس الحكومة “لقد عاشت بلادنا ما يسمى بالربيع العربي بطريقتها الخاصة من خلال ثورة حقيقية أطلقها جلالة الملك وسار على نهجها الشعب المغربي”. وتابع “انطلقت هذه الثورة مع خطاب 9 مارس الذي وصفه ب”التاريخي والشجاع”، مرورا بالدستور الجديد الذي خول لمؤسسات الدولة سلطات جديدة وجب تنزيلها بطريقة صحيحة، ثم انتخابات 25 نونبر 2011، التي اعترف به العالم، وتفاعلت معه مختلف الشرائح الاجتماعي بشكل إيجابي”. وبعد أن أكد ابن كيران، بأن الحكومة الجديدة تعد ثمرة الحراك الذي يعرفه المغرب وتعتبره دول أخرى كنموذج، وصف المسؤولية الملقاة على عاتقها ب”المسؤولية الكبيرة” التي تتطلب الاستمرار في الاشتغال في الأوراش التي كان لجلالة الملك محمد السادس الفضل في إطلاقها. وفي هذا السياق، يقول ابن كيران “يجب أن تستمر هذه الأوراش وتنجح وأن تواكب بقوة في إطار تأويل ديمقراطي للدستور”، داعيا مكونات الحكومة إلى الالتزام بالبرنامج الحكومي وعقلنة تدبير الموارد المتاحة، مضيفا “ستعمل الحكومة أمام الانتظارات الكبيرة للمواطنين، على التواصل وفق منهجية الحوار مع مختلف الأطراف بكل وضوح، وقال إنه يعتزم إعطاء أهمية قصوى لعمل المؤسسة التشريعية، والتعامل مع المعارضة باحترام وبطريقة إيجابية”. وتقدم ابن كيران بشكره لجميع الذين قدموا له التهاني عقب تعيينه رئيسا للحكومة، وتعيين التشكيلة الجديدة لحكومته، وخاصة دول مثل أمريكا و بريطانيا وفرنسا وإسبانيا. وفي معرض جوابه عن سؤال صحفي يتعلق بما هي أهم الإجراءات التي ستقوم بها الحكومة الجديدة خلال 100 يوم الأولى، أجاب ابن كيران بأن كل يوم يمضي من عمر هذه الحكومة سيكون حافلا بالعمل، ومفيدا للبلاد والعباد، مشيرا إلى أن الأهم ليس هو السرعة بقدر ما يهم الرفع من مستوى الحكومة. وبخصوص الانتقادات الموجهة للحكومة، كونها لا تضم في تشكيلتها سوى وزيرة وحيدة، قال ابن كيران “هناك عشرات المواطنين رجالا ونساء، مع هذه الأجواء الجديدة سيستعيدون الثقة بالحياة السياسية، وساعتها سنجد الكفاءات الكثيرة من بين النساء”، مشيرا إلى أنه شخصيا دافع أن تكون سيدتين من حزب العدالة والتنمية في الحكومة الجديدة، غير أن المساطر التي حكمت عملية اختيار وزراء الحزب، هي التي أعطت وزيرة واحدة، من بين 13 اسما كانت مقترحة للاستوزار. إلى ذلك، كشف ابن كيران أنه تم تشكيل لجنة مصغرة يرأسها عبد الله بها وزير الدولة، ستعكف على إعداد البرنامج الحكومي. كما أعلن ابن كيران، بأن سيحاول حضور جميع جلسات البرلمان بصفته رئيسا للحكومة، ولن يمكث في مكتبه، بل سينزل للعمل في الميدان.