اظهرت النتائج الجزئية يوم السبت اقتراب حزب العدالة والتنمية الاسلامي المعتدل من الفوز في الانتخابات البرلمانية فيما قد يكون ثاني انتصار يحققه الاسلاميون في المنطقة بعد ثورات الربيع العربي. وتشير النتائج الاولية لانتخابات يوم الجمعة الى ان حزب العدالة والتنمية سيقود حكومة ائتلافية بالمشاركة مع الحزب العلماني الذي يقوده رئيس الوزراء في الحكومة المنتهية ولايتها وحزبين اخرين. وكان الاسلاميون المعتدلون قد حققوا فوزا كبيرا في الانتخابات في تونس مهد انتفاضات الربيع العربي. ولم يشهد المغرب انتفاضة شعبية كتلك التي شهدتها دول اخرى في المنطقة حيث ما زال الملك محمد على عرشه. لكن المغرب شهد بعض الاحتجاجات التي استلهمت روح الربيع العربي طالب اغلبها بالحد من سلطات الملك وانهاء الفساد. ورد الملك على هذه الاحتجاجات بمجموعة من الاصلاحات الدستورية المحدودة. وقال حزب العدالة والتنمية انه سيعزز الاقتصاد الاسلامي لكنه لن يسعى الى فرض نظام قيمي متشدد على المجتمع. والحزب الذي اسسه طبيب جد الملك محمد موال للقصر ويؤيد دوره كرأس للسلطة الدينية في البلاد. وقال وزير الداخلية الطيب الشرقاوي في مؤتمر صحفي يوم السبت انه بعد معرفة نتائج 288 مقعدا في البرلمان المؤلف من 395 مقعدا حصل حزب العدالة والتنمية على 80 مقعدا. وحل حزب الاستقلال المحافظ الذي يتزعمه عباس الفاسي رئيس الوزراء المنتهية ولايته في المركز الثاني وحصل على 45 مقعدا. وقال الفاسي للصحفيين عندما سئل عن فكرة تشكيل ائتلاف مع حزب العدالة والتنمية انه يقبل هذه الفكرة وانه يعتبر فوز الحزب فوزا للديمقراطية. وتعطي النتائج الجزئية حزب العدالة والتنمية وحزب الاستقلال وحزبين اخرين صغيرين ما مجموعه 170 مقعدا في البرلمان وهو عدد اقل قليلا من الاغلبية الكاسحة. وكانت الاحزاب الاربعة قالت قبل الانتخابات انها ستشكل ائتلافا للحكم في حالة الفوز. وقال عبد العالي حامي الدين عضو الامانة العامة بحزب العدالة والتنمية لرويترز ان حزبه في طريقه للفوز بما لا يقل عن 105 مقاعد. ومن المتوقع وفقا للنتائج الجزئية ان تنتهي الانتخابات بحصول منافسيهم وهم ائتلاف من ثمانية احزاب ليبرالية له علاقات قوية مع القصر على نحو 112 مقعدا. وجاءت النتائج القوية لحزب العدالة والتنمية على خلفية وعود بالمزيد من الديمقراطية والحد من الفساد والتصدي للفوارق الاجتماعية الواسعة. وتصل نسبة البطالة في المغرب بين الشباب الى 31 في المئة ويعيش نحو ربع الشعب المغربي الذي يبلغ تعداده 33 مليونا في فقر مدقع. وقال لاشين داودي نائب زعيم حزب العدالة والتنمية ان هذه النتيجة تضع مسؤولية ثقيلة على كاهل الحزب بالنظر الى التحديات الكبرى في البلاد والمنافسة التي يواجهها. واضاف ان التحدي الرئيسي هو ضمان الانتقال السريع وتحقيق مطالب المحتجين