خرج نحو أربعة آلاف من خريجي الجامعات العاطلين بالمغرب في مظاهرة سلمية أمس الثلاثاء أمام بورصة مدينة الدارالبيضاء مطالبين بتوفير فرص عمل لهم في القطاعات الحكومية. وقال مصدر في بورصة الدارالبيضاء إن المحتجين اعتصموا لمدة ساعتين تقريبا، قبل أن ينصرفوا بسلام، مشيرا إلى عدم وقوع أي حوادث خلال الاحتجاجات، حيث ظلت قوات الأمن تراقب الوضع عن كثب. وهون مسؤول حكومي من خطر حدوث تداعيات خطيرة لمثل هذه المظاهرات، قائلا إن من حق العاطلين التظاهر ما دامت احتجاجاتهم سلمية. وقد خرج المحتجون العاطلون يوم أمس لليوم الثاني على التوالي، واختاروا هذه المرة التظاهر أمام البورصة لأنها “نادي الأقلية التي جمعت ثروة طائلة من خلال جرائم سياسية واقتصادية زجت بالبلاد في الأوضاع الحالية من معدلات البطالة المرتفعة بين الشبان”، حسب ما قال رئيس الجمعية الوطنية لخريجي الجامعات العاطلين بالمغرب عبد الله الماجدي. ويعتبر مراقبون أن هذه الاحتجاجات تشير إلى أن الخريجين العاطلين عن العمل يقومون بتصعيد احتجاجاتهم ضد الحكومة، إذ انضموا يوم الأحد الماضي للمرة الأولى إلى مظاهرة نظمتها حركة 20 فبراير، وهي حركة شبابية شعبية تخرج منذ فبراير/شباط الماضي في مظاهرات أسبوعية للمطالبة بإصلاحات سياسية وبمحاربة الفساد، مستلهمة رياح التغيير التي تعم العالم العربي. ويعاني المغرب من بطالة نحو ثلث عدد الشبان وارتفاع معدلات الفقر وتردي النظام التعليمي، علاوة على مشاكل المحسوبية والفساد، مما يجعل البلاد تمر بكثير من الظروف التي أشعلت فتيل ثورات شعبية في دول عربية أخرى. وتأتي هذه المظاهرات قبل أسابيع من الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها في 25 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، وهي أول انتخابات بالمغرب في ظل الربيع العربي، وبعد تعديل دستوري تنازل فيه الملك محمد السادس عن بعض صلاحياته وأقره المغاربة في استفتاء شعبي بداية يوليو/تموز الماضي.