أكدت صحيفة “تايمز أوف إنديا ” أن المغرب يشكل “نموذجا مشرقا” في منطقة العالم العربي بفضل الاصلاحات العميقة التي باشرها جلالة الملك محمد السادس منذ توليه عرش المملكة. ونقلت الصحيفة في مقال نشرته الأحد ، عن مسؤول “رفيع” قوله ، إن “المغرب كان ولايزال بمنآى عن الأحداث التي عصفت بالعديد من البلدان العربية لكون جلالة الملك محمد السادس منح البلد ربيعها العربي مباشرة بعد توليه مقاليد الحكم عام 1999 ” ، مشيرا في هذا الصدد إلى تشكيل هيئة “الانصاف والمصالحة” لجبر الضرر الفردي والجماعي لضحايا ماضي انتهاكات حقوق الانسان في المغرب ، والمدونة الجديدة للأسرة التي سعت إلى تكريس مبدأ المساواة بين الجنسين ، فضلا عن إطلاق جلالته لإصلاحات دستورية شاملة وعميقة . ونقلت في هذا الصدد عن محمد محمود ولد محمدو وزير الخارجية الموريتاني السابق ، الذي شارك مؤخرا في المتلقى الدولي الأخير بالرباط حول “التحولات الديمقراطية والدستورية في العالم العربي” ، قوله إنه ” في الوقت الذي واجه فيه بعض القادة في المنطقة الاحتجاجات بالقتل ، فإن جلالة الملك كان يستمع إلى نبض شعبه ويتفاعل معه”. ومن جهة أخرى تحدثت الصحيفة عن الطفرة الاقتصادية والتجارية التي يشهدها المغرب ، وكتبت أنه “بينما يسمع دوي دبابات في عدد من الشوارع العربية ، فإن رافعات ثقيلة وأخرى جسرية ثابتة ومتحركة تثير انتباهك في ميناء طنجة ، على بعد أميال فقط من ميناء طريفة بإسبانيا ، كما أن مدينة الدارالبيضاء ، جنوب الطريق السيار الساحلي ، تشهد حركة تجارية واقتصادية وسياحية غير مسبوقة”. وتابعت “تايمز أوف إنديا ” أنه يتم حاليا في المغرب تطوير البنية التحتية الخاصة بالقطار فائق السرعة لتقليص المدة الزمنية بين نقطتين ، مما يعكس الأهمية القصوى التي يمنحها المسؤولون هناك للبعد الزمني في ميدان الأعمال . وخلصت الصحيفة إلى أن أنظار المراقبين ستتجه في نهاية شهر نونبر القادم نحو المغرب الذي سيشهد أول انتخابات تشريعية في ظل الدستور الجديد ، مضيفة أن هذه العملية الانتخابية تمثل خطوة هامة على درب الانتقال إلى ملكية دستورية ديمقراطية برلمانية . ونقلت الصحيفة عن أحد خبراء القانون الليبيين قوله إن “الآمال أضحت معقودة على المغرب الذي قد يشكل نموذجا لمجتمعاتنا ، لاسيما في ظل مخاوف البعض من تراجع المكتسبات الديمقراطية (تقييد الحريات وغيرها) في بعض البلدان العربية ، في حال بروز تيار متشدد كلاعب أساسي في اللعبة السياسية في مرحلة مابعد الانتخابات “.