تواصل الجزائر حملتها الإعلامية ضد المغرب، فبعد الترويج لأطروحة جبهة البوليساريو ونشر ادعاءاتها بخصوص ما تقول إنها "حرب" في الصحراء، حاول الإعلام الرسمي والمقرب من دوائر صنع القرار في الجزائر، استغلال مناقشة الحكومة المغربية مشروع قانون قدمه وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت يتعلق بالاستعمالات المشروعة للقنب الهندي، لاتهام المغرب بمحاولة تقنين تجارة المخدرات. وحاول الموقع الرسمي للإذاعة الجزائرية الربط في مقال مطول بين مشروع القانون وتطورات قضية الصحراء، وعنونه ب "الحكومة المغربية تغطي عجزها الاقتصادي بسبب كورونا وحرب الصحراء الثانية بشرعنة المخدرات". وأرجع المقال الخطوة المغربية إلى الأزمة الاقتصادية والاجتماعية التي عمقتها "جائحة كورونا وغلق الحدود الجزائرية – المغربية" إضافة إلى "الحرب المستعرة" بين جبهة البوليساريو والمغرب. وجاء في المقال "وأمام الوضع الاجتماعي الذي يتخبط فيه المواطن المغربي، لم تجد الحكومة سبيلا لانتشاله من ذلك إلا اعتماد تجارة تسعى إلى تقنينيها من أجل إسكات الأصوات المطالبة بالعيش بكرامة والتي زادت حدتها في الآونة الأخيرة كما يجري في مدينة الفنيدق ومدن أخرى مجاورة لها". من جانبها نشرت صحيفة "الشروق" المعروفة بقربها من الجيش الجزاري، مقالا تحت عنوان "إسلاميو المغرب يقننون زراعة الكيف في بلادهم"، جاء فيه "وما يثير الريبة هذه المرة، أن تتولى تشكيلة يقودها "الإسلاميون" هذا المسعى الخطير، والذي بدأ الترويج له من بعض الجمعيات التي تدعوا لضرورة استعمال الحشيش كمستحضرات طبية". وأضافت "ومنذ مدة يسعى المغرب إلى نص قانوني يتيح له الاتجار بالمخدرات، تحت مزاعم "الاستعمال الطبي"، ويسوق لهذا المسعى عبر الائتلاف المغربي للاستعمال الطبي والصناعي للكيف". يذكر أن مشروع القانون الذي أعدته وزارة الداخلية، يؤكد أن هذه الخطوة تأتي في إطار مسايرة القانون الدولي الذي رخص باستخدام نبتة القنب الهندي لأغراض طبية وصناعية. ويأتي المشروع "لمسايرة التدرج الذي عرفه القانون الدولي من منع استعمال نبتة القنب الهندي إلى الترخيص باستعمالها لأغراض طبية وصناعية"، و"المستجدات العلمية التي أظهرت أنها تتوفر على مزايا طبية". وسبق للدول الأعضاء في وكالة المخدرات التابعة للأمم المتحدة أن صوتت خلال شهر دجنبر الماضي لصالح رفع القنب الهندي من فئة المخدرات التي تخضع لرقابة صارمة بعد توصية من منظمة الصحة العالمية بجعل الأبحاث التي تنظر في استخداماته الطبية أكثر سهولة. (المصدر: يا بلادي)