سيتحول إقليم وادي الذهب بالصحراء المغربية إلى أحد أهم مراكز الاستثمار في الطاقات المتجددة عبر العالم، وذلك بعد استقباله لمشروعين ضخمين لتوليد الطاقة الشمسية والريحية أحدهما بريطاني سيكون الأكبر من نوعه والثاني أمريكي سيكون له تأثير على أكبر منصات المعاملات المالية الإلكترونية، الأمر الذي يعد بتغيير وجه المنطقة من الناحية الاقتصادية، بالإضافة إلى المكاسب السياسية التي سيجنيها المغرب من خلال تأكيد سيادته على أقاليم الصحراء. ويكتسب المشروع البريطاني المسمى "XLinks" أهميته من كونه يدخل ضمن خطة حكومة المملكة المتحدة لتوفير أمنها الطاقي مستقبلا دون الاعتماد على مصادر الطاقة الأحفورية التقليدية، وهو الأمر الذي دفعها لفتح باب المشاورات مع نظيرتها المغربية لاستثمار 18 مليار جنيه إسترليني ما بين إقليميطانطان ووادي الذهب من أجل إحداث حقول للطاقتين الشمسية والريحية على مدار السنة ونقلها عبر "كابل" هو الأكبر من نوعه في العالم يمر تحت مياه البحر من الصحراء وصولا إلى بريطانيا. وحسب الشركة البريطانية المكلفة بالمشروع، فإن الدافع الأساسي لهذه الخطوة هو ضمان التزود بالطاقة البديلة طيلة السنة من أجل التخلص من انبعاثات الكاربون الملوثة، وهو الأمر الذي يصبح معقدا خلال فصل الشتاء الذي يصل فيه الطلب على الطاقة أعلى مستوياته، لذلك جرى التفكير في اللجوء إلى الصحراء التي "يمكنها تزويد العالم بأسره بالطاقة من خلال تسخير 1 في المائة فقط من الإمكانيات التي يتيحها طقسها المشمس". وبالنسبة للمؤسسة البريطانية، فإنه بالإضافة إلى مساهمة هذا المشروع في الوصول إلى طموح الحد النهائي من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية بحلول سنة 2050 عبر قدراته التخزينية العالية التي تصل إلى 25 جيغاوات في الساعة، فإنه أيضا سيمكن المملكة المتحدة من إلغاء اعتمادها على البنى التحتية الإسبانية والفرنسية في نقل الطاقة عبر "الكابل" الأطول في العالم الذي يضمن وصول 3,6 جيغاوات من الطاقة مباشرة إلى الجزيرة البريطانية انطلاقا من السواحل الأطلسية للصحراء المغربية. أما المشروع الأمريكي "Harmattan" الذي تعتزم شركة "Soluna Technologies" إنشاءه في مدينة الداخلة باستثمار يبلغ 1,5 مليار دولار ابتداء من سنة 2021، فإنه يتمحور حول إنشاء مزارع لتوليد الطاقة الريحية على مساحة تتجاوز 11 ألف هكتار، بقدرة إنتاجية تصل إلى 900 ميغاوات ستكون مخصصة لتزويد خوادم شبكات "بلوكشاين" المتعلقة بالمعاملات المالية الرقمية، وذلك وفق ما أكده المدير التنفيذي للمؤسسة جون بيليزاير. وسيكون هذا المشروع هو المزود الرئيس لشبكات "بلوكشاين" بالطاقة، بعدما صارت تُعتمد من طرف العديد من المؤسسات المالية الإلكترونية الكبرى مثل "باي بال" و"غولدمان" و"وإنتركونتنينتال إكسشينج"، بالإضافة إلى أنه سيكون ذا فائدة كبيرة على المنطقة التي سيجري تنفيذه فيها، من خلال توفيره 400 وظيفة مباشرة سيخضع أصحابها إلى تكوين عالٍ، مع تعهد الشركة بتخصيص 1 في المائة من مداخيلها السنوية لصالح سكان الإقليم عبر دعم التعليم والتكوين المهني وقطاع الصحة وخلق المشاريع.