لا زالت التحقيقات الأمنية مع المتورط في جريمة اغتصاب وقتل الطفل عدنان بوشوف، الذي عثرت الشرطة على جثته مدفونة مساء أمس الجمعة بطنجة وسط الحي الذي تقطن به أسرته، تكشف العديد من المفاجآت، وآخرها أن المشتبه فيه حاول التمويه على جريمته من خلال بعث رسالة إلى والد الضحية يطلب منه فدية مالية مقابل استرجاع ابنه، وذلك بعدما كان قد قتله بالفعل. ووفق رواية مصدر أمني ل"الصحيفة" فإن المشتبه فيه صاحب ال24 عاما كان قد خطط مسبقا لخطف واغتصاب عدنان البالغ من العمر 11 سنة بعدما شاهده داخل مطعم والده الكائن بالحي نفسه، لذلك ترصده بعد أن لمحه خارج منزله في حوالي الساعة الثالثة والنصف من زوال يوم الاثنين الماضي، واعترض طريقه طالبا منه إرشاده لمكان وسط الحي باعتباره ساكنا جديدا. وتابع المصدر نفسه أن الفتى الذي كان قد شاهد المعني بالأمر سابقا حاول بحسن نية مساعدته لذلك بدا هادئا وهو يسير إلى جانبه في إحدى اللقطات التي التقطتها كاميرا مراقبة مثبتة في جدار مخبزة وسط الحي، قبل أن يقوده المعتدي قريبا من مكان سكناه في المنطقة نفسها وهناك أجبره بالقوة على الذهاب معه حيث سيعتدي عليه جنسيا قبل أن يقتله خنقا في حوالي الساعة السادسة من مساء اليوم نفسه. وأضاف مصدر "الصحيفة" أن القاتل دفن الضحية في قطعة أرضية قرب محل سكناه، وعندما بدأت عملية التفتيش على الطفل حاول التمويه على الأمر ببعث رسالة نصية إلى هاتف والده يزعم فيها أن عصابة اختطفت ابنه وأنها تطلب فدية مالية كي تعيده إليه، وهي الرسالة التي عرضها الأب على الشرطة بعد أن وضع شكاية بالاختطاف. وفسر المتحدث ذاته تأخر الوصول إلى القاتل بكونه فضل البقاء في منزله بعد الجريمة لدرجة أنه قطع اتصالاته بجميع معارفه وتوقف عن الذهاب للعمل، بالإضافة إلى كونه ساكنا جديدا في الحي لم يتجاوز تاريخ استئجاره لمسكنه شهرا واحدا ما يعني أن أغلب السكان لا يعرفونه، هذا إلى جانب تستر رفاقه في السكن عليه رغم انتشار صوره عبر المنابر الإعلامية منصات التواصل الاجتماعي، ما استدعى اعتقالهم أيضا. وكانت المديرية العامة للأمن الوطني قد أصدرت بلاغا مساء أمس أكدت فيه أن عمليات البحث والتشخيص التي باشرتها عناصر الشرطة القضائية مدعومة بمصالح المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، قد أسفرت عن تحديد هوية المشتبه فيه الذي يقطن غير بعيد عن مسكن الضحية، قبل أن يتم توقيفه والاهتداء لمكان التخلص من جثة الضحية. ووفق المديرية فإن المعطيات الأولية للبحث تشير إلى أن المشتبه فيه، البالغ من العمر 24 ربيعا والذي يعمل بالمنطقة الصناعية بطنجة أقدم على استدراج الضحية إلى شقة يكتريها بنفس الحي السكني، وقام بتعريضه لاعتداء جنسي متبوع بجناية القتل العمد في نفس يوم وساعة الاستدراج، ثم عمد مباشرة لدفن الجثة بمحيط سكنه بمنطقة مدارية.