يحاول وزير الصحة، خالد أيت الطالب، بكل الوسائل، الضغط على محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة بالوزارة، للتراجع عن استقالته الشفوية التي قدمها أمس، لأنها وضعت الوزير في موقف لا يُحسد عليه وهو الذي تعرض أمس لانتقادات شديدة بعد نفيه لما صرح به بشأن عودة المغاربة العالقين في الخارج وإقحامه الملك في الموضوع، قبل أن تزداد متاعبه باستقالة اليوبي التي لم يُحسم مصيرها بعد. ولم يكن اليوبي ليُقدم على الاستقالة، وهو الذي يُشهد له بكفاءته وخبرته الطويلة في الوزارة، التي عاشر فيها أكثر من وزير، لولا الاحتقان الذي وصل إليه في علاقته بالوزير، إذ إن علاقة الطرفين، كما قالت مصادر تحدث معها "آشكاين"، لم تكن على ما يرام منذ وصول أيت الطالب إلى الوزارة، وطبعتها خلافات خفية على عكس علاقة اليوبي بباقي الوزراء الذين تعاقبوا. وقد ظهرت جليا الآن من خلال غياب اليوبي عن الندوات الأخيرة التي تُقدم فيها حصيلة الوضعية الوبائية، بعدما ألفه المغاربة كوجه تواصلي على الأقل مقارنة مع الوزير الذي لم يقدم سوى 3 أو 4 ندوات منذ بدء الجائحة. لذلك تعرض مدير مديرية الأوبئة لضغوط كبيرة ليُواصل ظهوره أمام الكاميرات وكأن لا شيء يحصل داخل الوزارة ويقدم حصيلة الوباء كالمعتاد ريثما تنتهي الأزمة، لكن ندوة اليوم الجمعة قدمها منسق المركز الوطني لعمليات طوارئ الصحة العامة بوزارة الصحة، معاذ لمرابط، ليواصل بذلك غيابه لليوم الرابع. وبحسب مصادر من الوزارة كان اليوبي أشد المنتقدين لسياسة الوزير وطريقة التواصل في ما يتعلق بوباء كورونا، ناهيك عن رفضه للصفقات الكثيرة التي أبرمتها الوزارة في إطار مواجهة الفيروس، والتي لم تسلم من الانتقاد والاتهام بالتلاعب بها و"التحكم" كما ذكر أكثر من تقرير صحفي في الآونة الأخيرة (صفقات تزويد مستشفيات واستقدام معدات تعقيم…). وهذا ما تسبب في الإطاحة بأسماء في الوزارة بمختلف مديرياتها (مديرية الأدوية مثلا)، بناء على قرارات موقعة من أيت الطالب. لذلك وضع الوزير اليوبي نصب أعينه لإقالته كما فعل مع عدد من المسؤولين، كما تقول مصادرنا، إلا أن كورونا حالت دون ذلك، لأن المديرية أصبحت في واجهة الأحداث وكان لزاما ظهور اليوبي لإخبار الرأي العام بالوباء، وبذلك لم يجد الوزير طريقا لإقالته. وشككت مصادرنا في حقيقة التباين الذي كان يحصل في الأرقام المعلنة بين المديريات الإقليمية للصحة ومديرية الأوبئة في ما يتعلق بإصابات كورونا، على اعتبار أن قسم التواصل شهد وفود أسماء استقدمها الوزير، وهو ما صعّب من عمل اليوبي، إلى أن وصل الاحتقان السائد حد الإعلان عن الاستقالة من منصب ظل يشغله منذ سنوات.