تكتشف المصالح الطبية المكلفة بالتتبع الصحي للحالات المخالطة، مزيدا من المرضى، الذين يحملون فيروس كورونا المستجد، دون أن تظهر عليهم أي أعراض بالمطلق، لكن ينقلون العدوى إلى أقربائهم وأسرهم ومحيطهم. ويشكل «دون أعراض» مصدر قلق كبير لوزارة الصحة ولمنظومة الصحة العالمية بشكل عام، التي وضعت في الاعتبار هذه الفئة الخطيرة، التي تتحرك بحرية وسط السكان وتنشر الفيروسات في صمت، ما يفسر ارتفاع منحنى الإصابات المؤكدة. وتربك هذه الفئة غير المرئية حسابات لجان التتبع واليقظة الصحية وتوقعاتها، إذ اكتشفت الوزارة، وسط فئة المخالطين الموجودين تحت تدابير المراقبة الطبية، حوالي 504 مرضى دون أعراض، من أصل 8662 مخالطا، بحساب الأرقام الرسمية المعلن عنها في السادسة من مساء أول أمس (الخميس). ويتوقع أن ترتفع أعداد المرضى دون أعراض المتوصل إليهم عن طريق التتبع الصحي في الأيام المقبلة، بارتفاع عدد المخالطين، الذين قد يكون عددهم وصل أمس (الجمعة)، إلى أكثر من 9020 مخالطا، باستعمال الإسقاط على إحصائيات الأيام الماضية. وحرص محمد اليوبي، مدير مديرية الأوبئة والأمراض المتنقلة، على الإشارة إلى هذه النقطة في الندوة الصحافية، مساء أول أمس (الخميس)، مؤكدا أن 15 في المائة من الحالات المصابة بفيروس كورونا، لم تكن تظهر عليها علامات المرض، خلال فترة التكفل بها. وأوضح اليوبي قائلا «تسجيل 15 في المائة من الحالات دون أعراض مرضية يفسر أننا بدأنا نكتشف الحالات في عملية التتبع الصحي للمخالطين، حيث لا تكون لديهم أي علامات، في حين أن 70 في المائة من الحالات كانت بسيطة، و 15 في المائة هي حالات مرضية متقدمة وحرجة». وتحدث اليوبي في الندوة نفسها عن موضوع آخر له علاقة بالحالات، التي لا تحمل أعراض المرض، ويتعلق الأمر بفترة حضانة الفيروس، مؤكدا أن «مدة الحضانة المتوسطة للحالات المصابة بفيروس كورونا (وهي الفترة التي تفصل اللقاء الذي تعرض من خلاله الشخص للعدوى ووقت ظهور علامات المرض)، حددت في المغرب في 6 أيام، مع تسجيل حالات كانت فترة الحضانة لم تتجاوز يوما واحدا وحالات أخرى وصلت فترة الحضانة إلى 15 يوما، ما يتناسب وما تؤكده جميع المعطيات الدولية». ورغم تحديد فترة الحضانة، فإن هناك أشخاصا لا تظهر عليهم أي آثار للمرض، ما يشكل بالنسبة إلى وزارة الصحة مؤشرا سلبيا جدا، بدليل الأرقام والنسب التي بدأت ترتفع من 12 في المائة، نهاية الأسبوع الماضي، إلى 15 في المائة أول أمس (الخميس). وتدعو وزارة الصحة المواطنين إلى مزيد من الحذر وتطبيق كل الاحترازات الخاصة بمكافحة وباء كورونا، واتباع شروط النظافة والتباعد والاستعمال الجيد للكمامات في الأماكن العمومية، لوجود أشخاص يحملون الفيروس، لكن لا تظهر عليهم أي علامات تدل على ذلك، وهذا مصدر الخطورة المطلق.