منذ يوم الجمعة 20 مارس 2020، اختار المغرب بارادة سامية وتنزيل حكومي و عمل تشاركي من طرف المجتمع المغربي لاجل العمل على محاصرة هذا الوباء – كورونا كوفيد 19 – الذي يهدد الإنسانية . واذا كان المغرب قد دخل المعركة مبكرا بفضل الحكمة الرشيدة لقائد الوطن التي انتبهت الى كون هذه الوضعية تتطلب تعبئة كل الطاقات والجهود من اجل محاصرة الوباء ، وجعل المرحلة :حالة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة ، مرحلة مقاومة ضد عدو لا مرئي يحيط بنا يتربص لحظة السكون فينا، واننا لا نملك مقاومات سوى التقليل من منحه فرصة الانتقال الى الآخرين لكونهم أحباءنا، أصدقاءنا ، وان عزلتنا ليست خيارا و لا ترفعا بل هي ضرورة خبرتها قبلنا شعوب حصد الفيروس أرواحا عديدة بسبب الاستهتار وعدم اعتبار هذا الخيار كوسيلة أولى وأساسية للتقليل من فرص انتشاره وتغلغله بين الساكنة . ولكون الحكومة بمؤسساتها الصحية والأمنية متأهبة لمقاومة هذه الجائحة ، فان المطلوب من السكان هو الاسهام في المعركة العامة وذلك بالبقاء في البيت للتمكن من محاصرة انتشار الكورونا ، الى حين اكتشاف اللقاح الضروري وإقراره من طرف منظمة الصحة العالمية بعد سلسلة ابحاث تسابق الزمن من اجل توفير العدة لمقاومة اي غزو مستقبلي لهذا الفيروس. وحتى تنجح مرحلة الطوارئ الصحية وتقييد الحركة بضرورة لزوم المساكن ، والتي ليست ولن تكون مرحلة عطلة استثنائية بل هي تكييف للزمن مع المرحلة ، سواء بإصرار رجال التعليم على إعداد الدروس وارسالها للتلاميذ بواسطة تقنيات التواصل الجديدة او بواسطة” الغوغل كلاسروم “. بالانترنيت وحيث ان الهاتف وسيلة من وسائل التواصل بين الناس وخاصة ان أغلبية المغاربة وخاصة الفئات العمرية الأربعينية فما فوق جلها لا يتعامل بوسائط الاتصال الحديثة ، وان شوقهم للاستفسار والتواصل مع افراد عائلتهم امر ضروري وانساني . ولكون المرحلة هي مرحلة طوارئ صحية ، وليست مرحلة سجن جماعي ، وان المطلوب هو ان تنخرط شركات الهاتف والانترنيت في دعم هذا الاختيار الجماعي وانجاح المرحلة بتوفير خدمات الهاتف والانترنيت مجانا لعموم المغاربة الذين ساهموا دائما ومنذ كانت كلفة الاتصال بالدقائق وبأثمان باهضة . ان على إدارة اتصالات المغرب ، وادارة اينيوي وادارة اورانج ان تعبر على روح المواطنة بالانخراط في هذه العملية بتوفير تلك الخدمات ، عملا بالإجراءات التي أقدمت عليها الحكومة المغربية التي تحملت مجموعة من الالتزامات من غير ان ترهق كاهل المواطنين في هذا الظرف الصعب والذي يتطلب تضحية المغاربة بحريتهم من اجل الانتصار على الفيروس ، فماذا سيضير السادة المديرين العامين لتلك المؤسسات المخوصصة لحق التواصل العمومي ، والذين راكموا أرباحا خيالية مما سبق وأداه المغاربة على واجب تلك الخدمات. فمتى تخطوا المجالس الادارية لشركات اتصالات المغرب ، وشركة اينوي ،وشركة اورانج الخطوة الجبارة وتتخلى عن مبدأ الربح فقط وتساهم بمنح المغاربة فرصة التواصل مجانا طوال هذه الفترة وتتوقف عن قطع التواصل عن منخرطيها ، بل وعليها ان تبدى عن روح مواطنة وعن ايمان بان هذا الشعب هو من يضمن ارباحها ومن حقق لها شخصا ناجحا بفضل تسديده لفواتيرها وانه ان الاوان لها بان تعبر عن أريحية وإيثار وتهب المغاربة لفترة المقاومة هذه استعمال الهاتف والانترنيت مجانا ، وسيكون ذلك تعبير عن انخراطها الفعلي في معركة الوطن والشعب المغربي ضد فيروس كورونا . الذي اختارت قيادته حماية الانسان وحفظ الارواح والابدان بدل جني الارباح ومضاعفة الراسمال كما يفعل الجبناء تجار الكوارث,,.