خرجت موريتانيا بأول موقف رسمي لها من القضية الوطنية على عهد رئيسها الجديد محمد ولد الشيخ الغزواني، مؤكدة أنه حان الوقت لإيجاد حل للقضية، وأنها غير منحازة لأي طرف، وهو ما أصاب الجبهة الانفصالية وقيادتها بالسعار، حيث خرجت لتهاجم الموقف الموريتاني الذي رأت فيه تغيرا في صالح المغرب، خصوصا أن الوزير أكد على أن موريتانيا تريد استغلالها موقعها الجغرافي للتقرب من جيرانها وبدء علاقات جديدة مع البلدان الإفريقية. وقال وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، أمس الخميس، بعد اجتماع وزاري ترأسه الغزواني، "إن الوقت حان لإنهاء النزاع في الصحراء وإيجاد حل عادل ودائم ومقبول لدى جميع أطراف هذا الصراع"، مشددا على أن هذا الملف هو سبب تجميد اتحاد المغرب العربي. ووقفت وسائل إعلام تابعة للجبهة الانفصالية عند كلمة "الصحراء"، حيث اعتبرت أن موريتانيا استعملته لأول مرة عِوض "الصحراء الغربية"، حين قال "موريتانيا نشطة ومهتمة بالنزاع في الصحراء، لكنها لا تنحاز لأي طرف"، وهو ما يُستشف منه بحسب هذه الوسائل بأنه منحى جديد في علاقتها بقيادة الجبهة. وأضاف الوزير في كلمته خلال ندوة صحفية: "لكن نحن لسنا متفرجين ونريد أن نرى هذا الصراع يحل في أسرع وقت ممكن لقد حان الوقت لإيجاد حل عادل ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف لهذا الصراع الذي تسبب في معاناة هائلة للشعوب وتسبب بتجميد اتحاد المغرب العربي". صحيفة "زهرة شنقيط" الموريتانية، وهي الوكالة الرسمية للأنباء، قالت في مقال لها إن تصريحات وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد واكتفائه بتسمية "الصحراء" شكلت إزعاجا كبيرا لقيادة الجبهة. وقالت الصحيفة نقلا عن مصادرها من تندوف إن وصف الوزير ب"الصحراء"، وعدم تأكيده على أن حل المشكل يمكن في ضرورة تقرير المصير شكل إزعاجا كبيرا لمثقفي وعسكر الجبهة، و"كان يجب على الوزير الانتباه إلى ذلك، بدل لفظه للاسم الذي دأب عليه الجانب المغربي على قوله"، حسب مصادر الصحيفة. ورغم أنها لم تُعلق علة تصريح الوزير، فقد توقفت أيضا صُحف جزائرية عند كلام المسؤول الموريتاني، من بين "الشروق"، بعناوين تؤكد أن الموقف شكل صدمة لدى العديد من المتتبعين للملف في الجزائر.