أدانت غرفة الجنايات الابتدائية باستئنافية الجديدة، الثلاثاء الماضي، عنصرين ضمن عصابة المقنعين الخطيرة التي بثت الرعب في المواطنين بالحوزية قرب أزمور، وحكمت عليهما بخمس عشرة سنة لكل واحد منهما، بعد متابعتهما من قبل الوكيل العام للملك، في حالة اعتقال بجناية تكوين عصابة إجرامية وتعدد السرقات. وأدانت الهيأة نفسها الأسبوع الماضي شريكهما الثالث، وحكمت عليه بثماني سنوات سجنا نافذا، فيما مازال زعيم العصابة، والذي كان يوزع الأدوار على شركائه في حالة فرار، بعدما صدرت في حقه مذكرة بحث بعد تحديد هويته. وتخصصت عصابة المقنعين التي تتكون من أربعة أشخاص، في سرقة طلبة معهد التكنولوجيا التطبيقية بأزمور، إضافة إلى طلبة الكلية وطلبة معهد تكوين الفندقة والسياحة بالحوزية وزوار نهر أم الربيع قرب مهيولة، وكذا زوار شاطئ الحوزية، مخلفة الشعرات من الضحايا. واستولت على أموالهم وهواتفهم المحمولة تحت التهديد بالسلاح الأبيض، مستغلين أغصان الأشجار ومخفين ملامح وجوههم. وأفادت مصادر "الصباح" أن العصابة تتكون من شخصين من ذوي السوابق القضائية في ميدان السرقة وشريكين لهما في العشرينات من العمر. وتمكنت عناصر الشرطة القضائية بأزمور، من إيقاف المتهمين تباعا بعدما تعرف أحد الضحايا على عنصر من العصابة بواسطة وشم يحمله في ذراعه الأيسر، رغم أنه لحظة ارتكاب عملية السرقة في حقه، كان مقنعا رفقة شريكه، وبلغ عدد ضحايا هذه العصابة العشرات من الأفراد، بعضهم تقدم بشهادات طبية للمصالح الأمنية بأزمور، مؤكدين أنهم تعرضوا لاعتداءات بالضرب وعمليات سرقة، بعد أن حاولوا مقاومة المشتبه فيهم. ووضع أفراد العصابة خطة محكمة لسرقة الضحايا أغلبهم من الطالبات بكلية الحوزية، إذ يتعمد أحدهم الوقوف بدراجته بالقرب من الضحايا، في حين يتولى الثاني مطاردة الضحايا لحظة انتظارهم وسيلة نقل تقلهم للجديدة أو في اتجاه أزمور، إلى أن تتم محاصرتهم، وإجبارهم تحت التهديد على التخلي عن هواتفهم ونقودهم ، قبل أن يتولى أحدهم قيادة الدراجة والفرار. وأضافت المصادر أن العصابة نفذت العشرات من عمليات السرقة ، ما تسبب في استنفار أمني كبير بأزمور وغابة الحوزية، سيما بعد تقاطر العشرات من الشكايات على مصلحة الشرطة القضائية، والتي وجدت في البداية صعوبة في تحديد هويات المشتبه فيهم، بناء على تضارب الأوصاف التي يقدمها الضحايا، قبل أن تعمل على العناصر الأمنية على تحديد هويتهم تباعا وخلال توقيف المشتبه بهما اعترفا بالمنسوب إليهما، قبل أن يحالا على النيابة العامة المختصة وخلال أطوار محاكمتهما تراجعا عن اعترافاتهما السابقة قبل أن يواجها بمواجهة أربع ضحايا عملياتهما الإجرامية.