دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر بشأن ارتفاع حالات الانتحار عبر العالم، وقدمت معطيات تهم المملكة تفيد بأنه خلال سنة واحدة تجاوز عدد المنتحرين بها عشرات المئات. وضمن أحدث تقرير لها اعتمد على إحصاءات تعود إلى عام 2016، قالت المنظمة إنه فيما يخص المغرب، انتحر 1014 شخصا، من بينهم 613 امرأة و400 رجل، خلال سنة واحدة. وقدر تقرير المنظمة أن من بين 100 ألف نسمة ينتحر 2.9 مغربي، ويرتفع المعدل في صفوف النساء ليصل إلى 3.4، في حين ينخفض لدى الرجال إلى 2.3. وقال التقرير إن المعدل العالمي الموحّد حسب السنّ للانتحار في عام 2016 بلغ 10.5 لكل 100 ألف نسمة. بيد أن المعدلات تباينت بين البلدان من 5 وفيات بالانتحار، إلى أكثر من 30، لكل 100 ألف نسمة. وفي حين إن نسبة 79 في المائة من حالات الانتحار في العالم وقعت في البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، فقد سجّلت البلدان مرتفعة الدخل أعلى المعدلات، حيث بلغت 11.5 لكل 100 ألف نسمة. ويبلغ عدد المتوفين من الرجال بالانتحار في البلدان مرتفعة الدخل نحو ثلاثة أمثال عدد النساء، عكس البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تميل كفّة المعدّل إلى التساوي بدرجة أكبر. وكان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة في أوساط الشباب ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و29 عاماً، بعد إصابات الطرق. وفي أوساط المراهقين ممن تتراوح أعمارهم بين 15 و19 عاماً، كان الانتحار هو ثاني الأسباب الرئيسية للوفاة بين الفتيات (بعد اعتلالات الأمومة)، وثالث الأسباب الرئيسية للوفاة لدى الفتيان (بعد إصابات الطرق والعنف بين الأفراد). وحسب المصدر نفسه، تعد الأساليب الأكثر شيوعاً للانتحار هي الشنق، والتسميم الذاتي بمبيدات الآفات، والأسلحة النارية. أما التدخّلات الأساسية التي أثبتت نجاحاً في الحدّ من حالات الانتحار فهي تقييد إتاحة الوسائل المستخدمة، وتوعية وسائط الإعلام بشأن تقديم تقارير مسؤولة عن الانتحار، وتنفيذ برامج في أوساط الشباب لصقل المهارات الحياتية التي تمكّنهم من التأقلم مع الضغوط المعيشية، وتحديد الأشخاص المعرضّين لخطر الانتحار والتدبير العلاجي لحالاتهم ومتابعتهم في مرحلة مبكرة. وصرّحت المنظمة العالمية بأن عدد البلدان التي لديها استراتيجيات وطنية لمنع الانتحار قد ازداد خلال السنوات الخمس المنقضية منذ صدور تقرير المنظمة العالمي الأول بشأن الانتحار. إلا أن العدد الإجمالي للبلدان صاحبة الاستراتيجيات، الذي لا يتجاوز 38 بلداً، ما يزال ضئيلاً للغاية، وعلى الحكومات أن تلتزم بوضع مثل تلك الاستراتيجيات. وقال المدير العام للمنظمة، الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس: “رغم التقدم المحرز، ما زال هناك شخص يفقد حياته كل 40 ثانية جرّاء الانتحار. وتمثل كل حالة وفاة مأساة لأسرة الفقيد وأصدقائه وزملائه. ورغم ذلك، فإن منع حالات الانتحار أمر ممكن. ونناشد جميع البلدان بأن تقوم بشكل مستدام بإدراج استراتيجيات مُثبَتة لمنع الانتحار ضمن برامجها الوطنية في مجال الصحة والتعليم”. (هسبريس)