تبحث الجزائر عن طرق لتعديل موازين القوى في ملف الصحراء المغربية، آخر هذه الطرق هو تقديمها هبة متكونة من 16 ألف طن من الأسمدة إلى جمهورية كينيا. وبعث رئيس الجزائر عبد المجيد تبون، بسماد اليوريا 46 إلى كينيا، بهدف استعماله بشكل أساسي في تخصيب التربة ومنه رفع مردودية الإنتاج الفلاحي. وكشف بيان للرئاسة الجزائرية، أن هذه المساعدات تأني في إطار سياسة الجزائر التضامنية والمساهمة في دفع عجلة التنمية بالقارة الأفريقية". وكان تبون، قد أعلن خلال إشرافه على انطلاق فعاليات المعرض الجزائري للإنتاج ديسمبر الماضي، أن إفريقيا تمثل أولوية للصادرات من الأسمدة، المنتج الاستراتيجي الذي يتزايد الطلب عليه حول العالم. في هذا الصدد أكد وليد كبير، الإعلامي الجزائري، المعارض في منشور له على منصة "إكس"، إن الجزائر تقلد المغرب في كل شيء، وأن بلاغ رئاسة الجمهورية بشأن تقديم هبة إلى كينيا يدخل في إطار سياسة "ندير كما جاري خير ما ندير حاجة من تخمام راسي". وتابع بأن "عصابة العسكر تبعث الأسمدة إلى كينيا التي لم تحقق الجزائر بعد الاكتفاء الذاتي بخصوصها، حيث إن الجزائر التي لا تتعدى المساحة الزراعية فيها 3% وهو البلد الذي تتجاوز مساحته 2.38 مليون كم أكثر من 44 مليون هكتار صالحة للزراعة في حين يتم استغلال 8 ملايين هكتار منها 1.05 مليون هكتار كزراعة دائمة". وقال إن "الجزائر ترسل الأسمدة إلى كينيا لكي لا تسحب الأخيرة اعترافها "بجمهورية الواق الواق"، وذلك مخافة طرد جبهة البوليساريو الإنفصالية من الاتحاد الأفريقي، سواء في الوقت الحالي، أو في المستقبل القريب". ويبدو أن الجزائر تسعى إلى شراء دعم الدول الأفريقية في ملف الصحراء المغربية، من خلال تقديم مساعدات لها، بما في ذلك الأسمدة. ومع ذلك، فإن هذه المساعدات قد لا تكون كافية لتغيير موقف هذه الدول، خاصة وأن المغرب يتمتع بعلاقات قوية مع العديد من الدول الأفريقية.