وفي التفاصيل أكد نائب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بطنجة، حميد أبولاس، أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، السبت، إلى الأمة بمناسبة الذكرى ال 23 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، هو خطاب الحكمة والتبصر والإصلاح. وقال السيد أبولاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن "خطاب العرش هو خطاب الحكمة والتبصر والإصلاح لاستكمال الحقوق المرأة، وخطاب الإرادة لتجاوز الصعوبات والتحديات الظرفية، كما أنه خطاب الأخوة وسياسة اليد الممدودة لإقامة علاقات طبيعية بين المغرب والجزائر، البلدين والشعبين اللذين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية ومصير مشترك". وتابع أن جلالة الملك حرص في خطاب العرش بالتذكير بالتحديات التي تفرضها هذه الظرفية المتأثرة بتداعيات جائحة كوفيد على المستويات الاقتصادية والاجتماعية، وهي الظرفية التي نجح المغرب في تدبيرها، تحت قيادة صاحب الجلالة، بكثير من الحكمة والتبصر والإجراءات الاستباقية، معتبرا أن من دروس الظرفية الدعوة إلى تعميم الحماية الاجتماعية على كافة المواطنين والإسراع بإخراج السجل الاجتماعي الموحد. في هذا الإطار، سجل الأكاديمي أن خطاب العرش قدم تشخيصا للمتغيرات، لاسيما الأزمات الدولية والتغيرات المناخية، التي كبحت الانتعاش الاقتصادي الذي عرفه المغرب مؤخرا، مشيرا إلى أن جلالته حرص على دعوة الحكومة والمؤسسات للعمل على تسهيل إجراءات جلب الاستثمار الأجنبي وتحفيز الصادرات والنهوض بالمنتوج الوطني. على صعيد آخر، اعتبر السيد أبولاس أن هذا الخطاب هو استكمال للإصلاحات التي باشرها جلالة الملك منذ اعتلاء عرش أسلافه المنعمين لإيلاء المرأة المكانة التي تستحقها في المجتمع، موضحا أن الممارسة أبانت عن أن هذه الإصلاحات (مدونة الأسرة، دستور 2011، قانون الجنسية …)، وإن كانت قد حققت قفزة نوعية، فهي في حاجة إلى مراجعة لتجاوز بعض النقائص. كما رصد الباحث الجامعي بأن جلالة الملك، بكثير من روح الأخوة، جدد التأكيد على سياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، لطي الصفحة وإقامة علاقات طبيعية بين الشعبين الشقيقين اللذين تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، داعيا إلى جعل الحدود جسورا بين البلدين والتحلي بقيم الأخوة وحسن الجوار.