من المعلوم أن الضغط المائي بلغ ذروته خلال العقود الأخيرة بالنظر إلى حجم الطلب المتزايد عليه، إذ حسب منظمة الصحة العالمية سيجد نصف سكان الأرض أنفسهم يعيشون في مناطق تتعرض للضغط المائي. و في المغرب، يؤكد مرارا وزير التجهيز و الماء نزار بركة، أنَّ البلاد تعيش أزمة مائية حقيقية خلال السنة الجارية، نتج عنها مواجهة عدد من المواطنين مشاكل في التزود بالماء، كما أبرز، أن الجفاف الذي يعيشه المغرب هذه السنة وما نتج عنه من انخفاض مستوى المياه الجوفية، اضطر بعض الفلاحين إلى بيع أراضيهم. المهدي المنجرة كل هذه المعطيات التي جاءت بها المؤسسات الرسمية وطنيا و دوليا، تحيلنا مما لا يدع مجالا للشك على صحة تنبؤات عالم المستقبليات المهدي المنجرة، حيث كان ينادي في كل خرجاته و كتبه و محاضراته إلى ضرورة اتباع سياسة مائية تعود بالنفع على المغرب و تمده بالخير الوافي و العطاء الكافي كما توفر له الاكتفاء الذاتي. و في هذا الصدد، تحدث المنجرة رحمه الله في إحدى محاضراته سنة 1993، عن أزمة المياه المتوقع حدوثها بالمغرب، معتبرا آنذاك أن الأمر لا يستحق التأجيل بل يقتضي وضع خارطة طريق تمكن من ضمان وجود هذه المادة الحيوية. و جدير بالذكر أن المهدي المنجرة، مفكر و عالم مستقبليات، تحققت جل توقعاته التي قدمها للعالم، إذ ناضل كذلك من أجل تعليم ينتج أجيالا مثقفة كما نادى بتحقيق تنمية اقتصادية ترقى بكرامة الإنسان وتهدم الهوة السحيقة بين الغرب والعالم الثالث فهو رجل الاستقالات، الذي تخلى مرارا عن مناصب تسيل اللعاب من اجل حريته و مبادئه التي يؤمن بها أيّما إيمان.