باتت الجارة الشرقية الجزائر، تكثف من تصريحات دبلوماسييها، لنفي وجود أي وساطة لحل الأزمة التي افتعلتها مع المغرب، والتي وصلت ذروتها قبل أشهر بإغلاق أجوائها على الطائرات المغربية، متجاوزة ذلك هذه المرة، باتهام المغرب بمحاولة تسميم علاقاتها مع دول خليجية. وفي ذات السياق، قالت الجزائر أنها ترفض أي وساطة مع المغرب، وذلك بعد إثارة هذا الموضوع مجددا على خلفية زيارة وزير الخارجية السعودي، فيصل بن فرحان، للبلاد، محملة المغرب "المسؤولية الكاملة فيما وصلت إليه العلاقات بين البلدين من تدهور"، ما يجعل الوساطة حسبها "غير ممكنة لا اليوم ولا غدا"، على لسان مصدر دبلوماسي تحدث لوكالة الأنباء الجزائرية. واتهمت الجزائر المغرب بشكل مباشر بمحاولة الإضرار بعلاقات البلاد مع المملكة العربية السعودية، وقال ذات المصدر إن المغرب يريد "رهن" العلاقات الثنائية الجزائرية السعودية من خلال نشر أخبار كاذبة حول هذا الموضوع، مضيفا أن "منشورا ترعاه استخبارات بلد مجاور ، جعل الكذب المرضي المغربي يطفو مرة أخرى إلى السطح بخصوص جدول أعمال أحيك من نسج الخيال ليتم ربطه بالمحادثات التي أجراها وزير الشؤون الخارجية السعودي مع مسؤولين جزائريين في محاولة يائسة تهدف إلى رهن العلاقات الثنائية الجزائرية السعودية". وبحسب المصدر الدبلوماسي كما كتبت ذلك "اليوم24″، يعود الرفض الجزائري لأي وساطة إلى أن "الأسباب التي أدت إلى قطع العلاقات (مع المغرب) لم تتغير وموقف الجزائر بهذا الخصوص لن يتغير أيضا، وعليه فلا مجال لأي مبادرة باعتبار أن الأمر يتعلق بقرار سيادي مؤسس ومبرر بالمسؤولية التامة والكاملة للمغرب في تدهور علاقاتنا الثنائية". لمعامرة والمغرب هذا النفي الجزائري للوساطة، هو الثاني في ظرف ثلاثة أيام، حيث قال وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، السبت، إن قطع بلاده علاقاتها مع المغرب لا يحتمل وساطات "لا بالأمس ولا اليوم ولا غدا". وأكد لعمامرة في تصريحات، نقلها التلفزيون الجزائري الرسمي، أن "الموضوع (قطع العلاقات مع المغرب) لا يحتمل وساطات وليس فيه وساطة، بغض النظر عن الجهة التي ربطت بها أجهزة إعلامية هذه الفكرة". على الرغم من النفي الجزائري لوجود وساطة، سبق للجارة الجنوبية موريتانيا، أن أعلنت على لسان رئيسها محمد ولد الغزواني، ووزير خارجيتها السابق اسماعيل ولد الشيخ احمد، استعدادها للعب دور للتقريب بين المغرب والجزائر، وهي اليد المبدودة التي قوبلت برفض جزائري. الجزائر قررت قبل ما يقارب السنة قطع العلاقات الدبلوماسية مع المغرب، مدعية أن المملكة وأجهزتها الأمنية تشن حربا ضدها، ثم قررت إغلاق أجوائها أمام الطائرات المغربية، وهو القرار الذي تفاعل معه المغرب بالتعبير عن أسفه، معتبرا القرار الجزائري "غير المبرر تماما ولكنه متوقع، بالنظر إلى منطق التصعيد الذي تم رصده خلال الأسابيع الأخيرة، وكذا تأثيره على الشعب الجزائري، فإنه يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة بل العبثية التي انبنى عليها"، وسط تشبث المملكة بأن تظل شريكا صادقا ومخلصا للشعب الجزائري، وتواصل العمل بحكمة ومسؤولية.