كشفت مصادر مطلعة، أن الموقف الإسباني من مبادرة الحكم الذاتي تطلب العشرات من الاتصالات الديبلوماسية السرية التي قادها ناصر بوريطة، وزير الخارجية، ورئيس الحكومة الإسبانية، وقالت مصادر "أنا الخبر"، إن فقرات بلاغ الحكومة الإسبانية تطلبت ما يفوق شهرين من التفاوض حول كلمة واحدة هي "الأساس"، حيث كانت السلطات الإسبانية تود استعمال الكلمة دون "ال" التعريفية من يفتح المجال أمام بقاء خيار الاستفتاء كأساس أخر، المصادر ذاتها أضافت أن التفاوض حول الكلمة المفتاح تطلب أخد ورد قبل أن تنجح الديبلوماسية التي أبعدت عمليا كل الخيارات الأخرى. إسبانيا ترد على احتجاج جنرالات الجزائر، حيث أكدت الحكومة الإسبانية أنها أبلغت هذه الأخيرة، مسبقا بدعمها للمقترح المغربي للحكم الذاتي في الصحراء المغربية وهو أمر أثار غضبا غير مبرر للجمهورية الجزائرية، أحد موردي الغاز الرئيسيين لإسبانيا. واستدعت الجزائر الداعم الرئيسي للانفصاليين الصحراويين من جبهة البوليساريو، السبت سفيرها في إسبانيا السبت، ردا على موقف مدريد الذي وصفته ب "الانقلاب المفاجئ". ونقلا عن قصاصة لوكالة الأنباء الفرنسية، أكدت مصادر حكومية إسبانية مساء السبت أن "الحكومة الإسبانية أبلغت الحكومة الجزائرية مسبقا بموقف إسبانيا بشأن الصحراء". وأكدت أن "بالنسبة لإسبانيا، الجزائر هي شريك استراتيجي ذات أولوية وموثوق نرغب في الحفاظ على علاقة مميزة معه". وأعلنت الحكومة الإسبانية للمرة الأولى علنا، الجمعة دعمها لمشروع الحكم الذاتي في حين أن مدريد كانت دائما تتبنى موقفا محايدا بين الرباط وجبهة البوليساريو. وسيسمح تغيير الموقف الإسباني بتطبيع العلاقات بين إسبانيا والمغرب بعد الخلاف الدبلوماسي الكبير الذي سببه استقبال زعيم البوليساريو إبراهيم غالي في إسبانيا في أبريل 2021 لتلقي العلاج من كوفيد-19.