تلقى وزير الخارجية الإسبانية، وخوسيه مانويل ألباريس، مكالمة هاتفية من نظيره المغربي، ناصر بوريطة يحاول يبلغ فيها برده عن دعوته لحضور أشغال منتدى الاتحاد من أجل المتوسط (upm)، والذي كان سيكون بمثابة أول لقاء بينهما. وكشفت صحيفة "إلباييس" وفق ما كبيته "آشكاين"، عن فحوى المكالمة الهاتفية التي جمعت بوريطة وخوسيه مانويل ألباريس، حيث أكدت نقلا عن مصادرها الدبلوماسية أن بوريطة رفض دعوة نظيره الإسباني لحضور المنتدى المذكور الذي يقام في برشلونة. واعتبرت الصحيفة نفسها أن غياب بوريطة عن هذا المنتدى "أحبط" أول لقاء ل"ألباريس" مع ناصر بوريطة، وهو اللقاء الذي كان يعقد عليه المسؤول الإسباني آمالا كبيرة لتخفيف حدة التوتر مع المغرب، وكذا لعب دور الوساطة بين الجزائر والمغرب كما أعلن ذلك سابقا، فيما لم تولي أهمية كبيرة لعدم حضور لعمامرة نظرا لأنه سبق أن التقى من قبل بالمسؤول الإسباني. وقالت صحيفة "إلباييس"، إن ناصر بوريطة، ونظيره الجزائري رمطان لعمامرة ، أعلنا، في اللحظة الأخيرة، عن رفض حضورهما، اليوم الإثنين، في منتدى الاتحاد من أجل المتوسط (upm)، الذي يضم 27 دولة من دول الاتحاد الأوروبي في برشلونة مع 15 دولة ساحلية. وأشارت الصحيفة إلى أن الوزيران المغربي والجزائري تحدثا هاتفيا مع نظيرهما الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، حيث أكدت مصادر دبلوماسية في حديثها ل"إلباييس"، فقد أعرب بوريطة عن "أسفه لعدم تمكنه من الحضور، كون الاجتماع يتزامن مع القمة التي تعقد يومي الاثنين والثلاثاء، 29 و30 نونبر الجاري، في داكار، بين الاتحاد الأفريقي والصين". واعتبرت الصحيفة الإسبانية ذاتها، أن "غياب الوزير الجزائري أقل أهمية، لأن ألبارس التقى به بالفعل في 30 شتنبر الماضي في الجزائر العاصمة ويوم 21 أكتوبر في طرابلس (ليبيا)، بهدف ضمان تدفق الغاز إلى إسبانيا بعد إغلاق أنبوب الغاز الذي يمر عبر الأراضي المغربية ، والذي أغلق فعليا في فاتح نونبر الجاري وخلصت صحيفة "إلباييس"، إلى أنه في جميع الأحوال فإن "غياب الوزيرين المغربي والجزائري سيمنع معالجة الأزمة بين البلدين المغاربيين". يشار إلى أن الأزمة الأخيرة غير المسبوقة التي شهدتها العلاقات المغربية الإسبانية، كانت بسبب استقبال إسبانيا لزعيم جبهة البوليساريو؛ إبراهيم غالي، دون إخطار المغرب، والتي انتهت (الأزمة) بإعلان الملك محمد السادس، في خطاب ثورة الملك والشعب في 20 من غشت المنصرم، عن دخول البلدين في مرحلة جديدة وغير مسبوقة من العلاقات الثنائية. إلا أن الأزمة مازالت متأرجحة بين الجانبين، خاصة بعد ظهور ملف مزرعة سمكية أقامها المغرب قرب الجزر الجعفرية المحتلة، وهو ما أثار حفيظة إسبانيا ما دفعها للاحتجاج لدى سفارة الرباط بمدريد ومنحت المغرب مهلة 20 يوما لإزالة ذلك المشروع البحري، وفق ما نقلته الصحافة الإسبانية.