أكبر خطأ ارتكبه الدون كيشوت دي لامانشا أنه كذب الكذبة وصدقها، وراح يحاول إثبات صحتها من خلال محاربة الطواحين الهوائية التي صورها له خياله المريض أنها أعداء من العمالقة وأنه قادر على هزيمتها وإنقاذ الانسانية، كما راح يحكي مغامراته التي لا توجد إلا في خياله لشرذمة من البلهاء مثل تابعه سانشو. نفس الأمر وقع ويقع مع الدون كيشوت المغربي الفاشل، زكريا المومني، الذي تُصور له نفسه المريضة أنه ذو شأن وقادر على مناطحة الكبار، مثلما تَصور في زمن ما أنه بطل عالمي لم يسمع عنه أحد، وبما أنه لا يملك بطولات حقيقية فقد وجد ضالته في حكاية مغامرات متخيلة –نفس حكاية الدون كيشوت- من وراء الكاميرا ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي. الدون كيشوت زكريا وصل به المرض مداه بعد أن صور له أنه منقذ للإنسانية وأنه غيَرَ مسار القضاء الفرنسي، الذي – بالمناسبة – فر منه هاربا إلى كندا بعد أن أشبع زوجته الفرنسية ووالدتها لكما ورفسا، كما سولت له نفسه المريضة أنه يعلم حكم المحكمة الفرنسية بخصوص القضية التي رفعها المغرب ضد المواقع الإعلامية التي تواطأت فيما بينها لتشويهه واتهامه بالتجسس على مواطنين ومسؤولين فرنسيين، رغم أنها ما تزال في بدايتها. الفاشل زكريا المومني يكذب الكذبة ويصدقها، مثله مثل تلك المواقع الإعلامية، يتهمون المغرب باستعمال برنامج بيغاسوس التجسسي، وعندما طالبها المغرب بتقديم أدلة على هذه الادعاءات بلع الجميع لسانه، ولما قرر ممارسة حقة في اللجوء للقضاء تباكوا ورفعوا أسطوانة حرية التعبير متناسين قاعدة ان اتهاما دون أدلة هو قذف وتشهير يعاقب عليه القانون. وختاما نسأل الدون كيشوت زكريا المومني لماذا أكثر من ترديد كلمة مصاريف الدعوى وأنه صرف الكثير من المال على دعاويه ضد الدولة المغربية، هل تريد إيصال رسالتك القديمة الجديدة إلى من يهمهم الأمر بأن غرضك المال، وظننتك أن قادر أن تنجح فيما فشلت فيه سابقا ألا وهو ابتزاز الدولة المغربية.