لم يرد المغرب بشكلٍ رسمي على استفزازات الجزائر الأخيرة بشأن تعرّض شاحنتين ل"حادث" داخل المنطقة العازلة، بينما كانتا تقلّان "عتادا" عسكريا لجبهة البوليساريو، إذ فضّل الجانب الرسمي عدم التعليق على التطورات الأخيرة. وفي وقت سابق، نفى مصدر مغربي رفيع المستوى شن القوات المسلحة الملكية غارة على أهداف مدنية أو عسكرية في الأراضي الموريتانية أو الجزائرية. ويأتي الرد من المصدر المغربي رفيع المستوى بعدما اتهمت الرئاسة الجزائرية الجيش المغربي ب"قتل مواطنين جزائريين بسلاح متطور"، وذكرت في بلاغ صادر عنها أن ما جرى "لن يمر دون عقاب"، وفق تعبيرها. وفي هذا الصدد أوضح محمد اليازغي، الوزير السّابق والخبير في قضايا الصحراء، أنّ "الموقف المغربي بشأن استفزازات الجزائر الأخيرة معقول وعقلاني، وهو الموقف الذي يجب اتخاذه في حالة وجود جار يهدّد المنطقة"، مبرزا أن "المملكة لا يجب أن تنجرّ إلى الأساليب التي ينتهجها النظام في الجزائر". وشدّد الكاتب الأول الأسبق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "الاستفزازات الجزائرية الأخيرة لن تصل إلى مستوى مهاجمة المغرب عسكريا"، مستبعدا إمكانية نشوب حرب بين البلدين. الوزير الأسبق، والخبير في الصّحراء، شدد على أن "الجزائر ستتعرّض لخسارة كبرى إذا هاجمت المغرب عسكريا"، مبرزا أن "التوازنات الإقليمية لا تسمح بنشوب حرب بين الجارين"، وزاد أن "مخططات البوليساريو فاشلة وستصل إلى الطريق المسدود"، معتبرا أن "الصحراء ستظل مغربية ولن يغيّر التاريخ هذا المعطى". ويواصل النظام العسكري الجزائري حملته الدعائية إزاء المملكة المغربية، التي ازدادت حدتها منذ فصل الصيف المنصرم، سواء بتحميل الرباط مسؤولية الحرائق المندلعة في غابات "تيزي وزو"، أو بعدم تجديد عقد توريد الغاز إلى إسبانيا عبر الأنبوب المارّ من التراب المغربي، أو باتهام الجيش المغربي بقصف الشاحنتين.