لا تبدي حكومة مدريد الكثير من الثقة في البدائل التي تطرحها الجزائر لتأمين حاجيات إسبانيا من الغاز عبر خط "ميد غاز" الذي يقدمه هذا البلد المغاربي كبديل لخط "ميغ" المار من المغرب، والذي سيصل عقد استغلاله إلى نهايته في 31 أكتوبر الجاري، حيث يطرح الإسبان الغاز القطري كبديل محتمل ليس فقط للاستجابة للطلب الداخلي المتوقع أن يرتفع شتاء هذه السنة، ولكن أيضا لتصديره عكسيا إلى المغرب. وأكدت صحيفة "أوكي دياريو" الإسبانية وفق ما كتبته جريدة "الصحيفة" المغربية، أن وزارة الخارجية الإسبانية بدأت مفاوضاتها بالفعل مع وفد من الحكومة القطرية مؤخرا، على الرغم من عقد وزير خارجية مدريد، خوسي مانويل ألباريس للقاء آخر قبل ذلك مع نظيره الجزائري رمطان العمامرة حول ملف تصدير الغاز، مبرزة أن عدم تمكنه إلى الآن من اللقاء مع مسؤولين حكوميين مغاربة دفعه إلى السعي وراء الوصول لحلول بديلة قبل دخول أشهر البرد. وأبرز المصدر نفسه أن سبب لجوء إسبانيا إلى بلدان أخرى غير الجزائر لضمان إمدادات الغاز الطبيعي، راجع إلى حاجتها إلى 10 مليارات متر مكعب من هذه المادة لتجنب النقص، موردا أيضا أن خط "ميد غاز" الذي تريد الجزائر نقل الغاز عبره بشكل مباشر إلى إسبانيا "لديه قدرة أقل بكثير من الخط المغاربي". وتستند إسبانيا إلى توقعات خبراء الأرصاد الجوية التي قالت إن إسبانيا ستشهد أبرد فصل شتاء منذ خمس سنوات، ما يعني ارتفاعا قياسيا في استهلاك الغاز للتدفئة، إلى جانب أن احتياطات الغاز حاليا أقل من تلك التي كانت متوفرة سنة 2020 بنسبة 25 في المائة. ويُعطي مقترح استيراد الغاز القطري لإسبانيا إمكانية أخرى للتعاون مع المغرب، عن طريق نقل هذه المادة في الاتجاه المعاكس عبر أنبوب الغاز المغاربي كون المملكة تبحث حاليا عن مصدر بديل للغاز بعد وقف تعاونها مع الجزائر، لكن اتجاه إسبانيا إلى قطر قد "يُغضب" الجزائريين كون أن الدوحة تعد حليفا تقليديا للرباط وداعما لها في ملف الصحراء.