من المقرر أن يغلق المغرب اليوم الجمعة، سفارته في الجزائر بعد ثلاثة أيام على إعلان الأخيرة من جانب واحد قطع علاقاتها مع المملكة بسبب "أعمال عدائية"، وفق ما أفاد مصدر رسمي وكالة فرانس برس أمس الخميس. وأوضح المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه أن المغرب سيغلق سفارته في العاصمة الجزائر، على أن يعود الطاقم الدبلوماسي العامل بها إلى المملكة. في المقابل ستظل قنصليات المغرب في كل من الجزائر العاصمة ووهران وسيدي بلعباس مفتوحة، وفق المصدر نفسه. وكان وزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة أعلن في مؤتمر صحافي الثلاثاء الماضي أن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع المغرب ابتداء من ذلك اليوم، متهما الأخير بأنه "لم يتوقف يوما عن القيام بأعمال غير ودية وأعمال عدائية ودنيئة ضد بلدنا وذلك منذ استقلال الجزائر" في 1962. بعد ساعات على ذلك، أعرب المغرب في بيان صادر عن وزارة الخارجية عن "أسفه لهذا القرار غير المبرر تماما "، مؤكدا أنه "يرفض بشكل قاطع المبررات الزائفة، بل العبثية التي انبنى عليها". وتشهد علاقات الجارين توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو التي تطالب باستقلال الصحراء، بينما يعتبرها المغرب جزءا لا يتجزأ من أرضه ويقترح منحها حكما ذاتيا تحت سيادته. كان المغرب أكد أيضا في رده على القرار الجزائري بأنه سيظل "شريكا موثوقا ومخلصا للشعب الجزائري وسنواصل العمل، بكل حكمة ومسؤولية، من أجل تطوير علاقات مغاربية سليمة وبناءة". كذلك، سبق للملك محمد السادس أن دعا الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون في خطاب العرش إلى "تغليب منطق الحكمة" و"العمل سويا، في أقرب وقت يراه مناسبا، على تطوير العلاقات الأخوية التي بناها شعبانا عبر سنوات من الكفاح المشترك"، مجددا أيضا الدعوة إلى فتح الحدود المغلقة بين البلدين منذ العام 1994.