يبدو أن وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، مصر على استعمال أية وسيلة ممكنة، لإظهار الجزائر كقوة إقليمية يتم التباحث معها في المواضيع الكبرى، صارفا النظر بذلك عن الأزمة الداخلية التي تعيشها الجارة الشرقية في عدة مستويات على رأسها جائحة كورونا. كيفاش؟ ادعى، رمطان لعمامرة، أنه تباحث، يوم أمس الجمعة (6 غشت) مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، وذلك عبر اتصال هاتفي، وكان الموضوع (حسب تغريدة لعمامرة على تويتر) حول آفاق تنمية العلاقات الثنائية بين الجزائروالولاياتالمتحدة، إلى جانب ملفات إقليمية ودولية. وكتب لعمارة في تغريدته: "تلقيت اليوم اتصالا هاتفيا من كاتب الدولة الأمريكي، السيد أنتوني بلينكن، تطرقنا خلاله إلى آفاق تنمية العلاقات الثنائية بين الجزائروالولاياتالمتحدةالأمريكية، كما بحثنا بطريقة معمقة عددا من التحديات الجهوية والدولية". ما أخفاه لعمامرة أو حاول صرف النظر عنه، هو أن المحادثة كانت موضوعها الرئيسي تبرعات أمريكا للجزائر لمواجهة "كوفيد-19" وعلى رأسها، مستشفى ميداني ستقوم الولاياتالمتحدةالأمريكية بتسليمه للجارة الشرقية، وأوضح بلينكن ذلك في تغريدة على تويتر، جاء فيها: "تحدثت مع وزير الخارجية الجزائري اليوم... يسعدني أن الولاياتالمتحدة ستنتهي من بناء مستشفى ميداني على أحدث طراز الأسبوع المقبل لمساعدة الجزائر في مكافحة كوفيد-19". من جهتها، وفي الوقت الذي حاول لعمامرة الاقتصار على موضوع المباحثات فقط، لإظهار الجزائر كقوة إقليمية، كشفت سفارة الولاياتالمتحدةبالجزائر، في منشور على صفحتها على الفايس بوك بالتفصيل ما جاء بين المسؤولين، مشيرة إلى أن موضوع التبرعات، أخذ الحيز الأكبر. وكتبت السفارة أن بلينكن جدد للعمامرة "التزام الولاياتالمتحدة بمساعدة الجزائر في مكافحة كوفيد-19 بما في ذلك التبرع باللقاحات من خلال COVAX وتقديم أزيد من أربعة ملايين دولار من المساعدات الطارئة المباشرة لغاية الآن وتسليم مستشفى ميداني متطور مزود بنظم الضغط السلبي". وأوضحت السفارة الأمريكية أن النقاش تناول أيضا "المسائل الإقليمية، لا سيما التطورات الحاصلة في تونس وليبيا والساحل"، مشيرة إلى أن المسؤولين اتفقا على ضرورة أن "تكون ليبيا ذات سيادة ومستقرة وموحدة بدون تدخل أجنبي". إلى جانب ذلك "ناقش كاتب الدولة بلينكن ووزير الخارجية لعمامرة جهود الجزائر لتنويع اقتصادها وجذب المزيد من الاستثمارات الأمريكية" وفق السفارة الأمريكيةبالجزائر. (كيفاش)