ليبيا ليست كعكة دبلوماسية، هي معاناة شعب منذ مدة وإرادة شعب لكي يخرج من الأزمة عن طريق الانتخابات وليس صور أو حضور أو عدم حضور"، هكذا فّسر ناصر بوريطة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي، والمغاربة المقيمين بالخارج، غياب المملكة عن مؤتمر برلين الثاني رغم تلقيه دعوة رسمية من طرف ألمانيا. وفي هذا السياق، اعتبر الحسين أشهبار أستاذ القانون الدستور والعلوم السياسية، أن الندوة الصحافية التي انعقدت مساء الخميس 24 يونيو الجاري، بحضور كل من بوريطة ورئيس مجلس النواب الليبي، حملت رسائل لألمانيا، وهي "التأكيد على أن المغرب، "حاضر بقوة في الملف الليبي، ويعمل مع جميع الأطراف، خدمة للمصلحة العليا للشعب الليبي، دون السعي نحو أجندة براغماتية معينة." وأوضح أشهبار المحلل السياسي، أن رد المغرب، كان واقعياً و ديبلوماسياً، بعد إقصائه من قمة برلين الأولى، علما أن "المملكة من بين أهم الدول الفاعلة في ملف الأزمة الليبية، من خلال مؤتمري الصخيرات وليبيا، وكذا موقف ألمانيا من الوحدة الترابية للمملكة، وضغوطها على أمريكا من أجل سحب اعترافها بمغربية الصحراء." وتابع المتحدث في حديثه مع "الأيام 24" قائلا: إن "كلام بوريطة حمل كذلك رسالة لألمانيا، تؤكد بأن المغرب، لا يحتاج أن يعتمد سياسة دبلوماسية الواجهة والصور، وأن "الرباط تشتغل بشكل دائم مع الفرقاء الليبيين، وهو ما اعترف به رئيس البرلمان الليبي يوم أمس الخميس خلال لقاء ناصر بوريطة" يقول أشهبار. "الرباط تشتغل في إطار مجهودات الأممالمتحدة، والمبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى ليبيا لإيجاد حل للأزمة وفق خارطة طريق التي اتفق عليها الليبيون" عبارة جاءت على لسان بوريطة، المراد منها يقول أشهبار، قطع الطريق على ألمانيا، التي تسعى فرض أجندتها على حساب مساعي المصالحة الليبية، وتريد فرض مقترحات بعيدة عن مطالب الفرقاء الليبيين." وختم المتحدث ذاته، قائلا إن "التوجهات الجديدة للدبلوماسية المغربية، لم تعد بدبلوماسية خاضعة للقوى الكبرى، إذا أصبحت تعتمد على منطق الند للند، والمصالح العليا للمملكة، والمغرب يسعى اليوم من أجل الوصول، لتوافق ليبي لإنتاج نظام سياسي جديد، تذوب فيه كل الاتجاهات، من أجل تفادي عودة ليبيا للماضي الأليم التي كانت تعيش فيه." (المصدر: الأيام 24)