اعتبر المغرب، أن حضوره لمؤتمر "برلين 2" أو عدم حضوره، ليس هدفا من دوره في ليبيا، لأن دوره المحوري هو الوقوف مع الليبيين ويواكب ما يريدونه لإيجاد حل لأزمتهم. وقال وزير الشؤون الخارجية، ناصر بوريطة، أمس خلال ندوة صحفية عقب مباحثات مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، إن المغرب بتعليمات من الملك محمد السادس انخرط في المجهود الذي أبداه الليبيون لحل الأزمة منذ البداية قبل أن تكون هناك مؤتمرات واجتماعات. انخراط المغرب، جاء بحسب بوريطة، انطلاقا من قناعات أن ليبيا بلد مغاربي واستقرارها وأمنها يهم المغرب ووحدة الليبيين واستقرارهم يهم المملكة، مضيفا أن "دور المغرب لم يبدأ مع برلين ولن ينتهي معه". وشدد على أن المغرب لا يغير من دوره بالنظر لأنه تلقى دعوى لحضور مؤتمر ما أو لم يتلقاها، مضيفا أن "المغرب منذ البداية كان لديه موقف من عدم استدعائه في مؤتمر برلين الأول وقال أن موقفه لا يعني استدعاءه مرة ثانية بل موقفه كان أن المقاربة التي كانت في البداية والتي أدت إلى عدم استدعائه لاجتماع برلين الأول كانت مقاربة خاطئة". المغرب يقاطع مؤتمر "برلين 2" حول ليبيا وسط مؤشرات تثبت فشل اللقاء وزاد، أن "سؤال لماذا لم يستدعى المغرب إلى برلين الأول واستدعي إلى برلين الثاني، يجب أن يوجه للآخرين؟ ما الذي تغير وما هي الأسباب التي جعلت المغرب لم يستدع في البداية واستدعي الآن". وتساءل "هل دور المغرب تغير هل هناك اعتبارات؟ هل كان هناك خطأ؟ هذا سؤال"، موضحا أن حضور المغرب من عدمه للمؤتمرات ليس هدفا من دوره في ليبيا، لأن دوره الوقوف مع الليبيين ومواكبة ما يريدونه لإيجاد حل لأزمتهم. وأبرز المتحدث، أن "المغرب كان دائما يشتغل مع المؤسسات الليبية وبالتالي هذه ليست كعكة دبلوماسية تشتغل فيها لتنضاف إلى بطاقة الزيارة"، مؤكدا أن ليبيا هي معاناة شعب منذ مدة وإرادة شعب أن يخرج من هذه الأزمة عن طريق الانتخابات هكذا ينظر المغرب لليبيا وليس بالصور والخطابات وحضور المؤتمرات أو عدم حضورها. هذا لا يعني، بحسب بوريطة، أن المغرب يشتغل بمعزل عن المجهود الأممي والدولي، مؤكدا أن المغرب يشتغل في إطار المجهود الذي تقوده الأممالمتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام لإيجاد حل للازمة الليبية وفق خارطة الطريق التي اتفق عليها الليبيون والدور المحوري للمؤسسات الشرعية الليبية لتطبيق خارطة الطريق. وشدد على أن "دور المغرب هو الاستماع لليبيين ويقوم بما يرديونه، وأنه يرى دوره تحت مظلة أممية وليس خارجها والمجهود الدولي سواء حضر أو لم يحضر هذه اعتباراته، ومرتبطة كذلك بطبيعة علاقاتنا مع البلد الذي يستضف الاجتماع ومرتبط بما تشهده هذه العلاقة بين البلدين". وختم وزير الخارجية المغربي كلامها، بالتشديد على أن المغرب يؤكد دائما بأن الحلول التي لا تنطلق من الواقع الليبي ومن ما يريده الليبيون لا يمكن أن تنجح ولا يمكن لوصفات توضع خارج السياق الليبي وما يريده الليبيون أن تنجه لإخراج ليبيا من الأزمة.