يبدو أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لا ينفك عن التعبير لكرهه الكبير للمملكة المغربية وعلى رأسها الملك محمد السادس، رغم افتضاح أمره بتورطه في التزوير ومساعدة مجرم حرب، إذ وفي خرجة إعلامية طبعها الحقد الدفين، هاجم تبون المغرب بكل ما أوتي من عدائية محاولا جر المملكة إلى حرب تلاسنات وكلام لا أول ولا آخر له. واعتبر الرئيس الجزائري في حوار له مع المجلة الأسبوعية الفرنسية "لوبوان" أن المغرب كان ولايزال على الدوام هو المعتدي، حيث وفي رده حول إذا كانت عودة البوليساريو إلى حمل السلاح يمكن أن تؤدي إلى صراع إقليمي، قال المتحدث لن نهاجم جارنا المغرب، لكن سنرد إذا ما تعرضنا للهجوم، مع أنني أشك في أن المغرب سيحاول ذلك، نظرا لموازين القوى". وبأسلوب استفزازي، استمر الرئيس الجزائري الذي يطالب شعبه برحيله من كرسي الرئاسة، في توجيه مدفعيته صوب المغرب، لكن هذه المرة محاولا استمالة الشعب المغربي ومهاجمة النظام الملكي الذي نسي أن المغاربة هم الذين بايعوا ملكهم ومستعدون لفعل أي شيء في سبيل وطنهم ورموزه. وبخصوص اعتراف الولاياتالمتحدة بسيادة المغرب على الصحراء، يبدو أن تبون لا يزال يتجرع مرارة هذا القرار، حيث قال "هذا الاعتراف لا يعني أي شيء، جميع قرارات مجلس الأمن المتعلقة بالصحراء تقدم من قبل الولاياتالمتحدة. لا يمكننا العودة شفهيا إلى كل ما فعلته واشنطن لإرضاء الملك". وحاول تبون الإيهام بأن الصحراء هي قضية لا تهم الشعب وإنما تهم أشخاصا لديهم ، بحسبه، الحق في تقرير مصيرهم، مبديا استغرابه في استمرار الرباط برفض السماح للمعنيين بالأمر بتقرير مصيرهم، متناسيا أنه يمارس الديكتاتورية بأبشع تجلياتها عندما تشبت غير ما مرة بمنصبه الرئاسي رغم دعوة ملايين الجزائرين له بالتنحي. لكن الرئيس الجزائري ينطبق عليه المثل القائل "إذا لم تستح فافعل ما شئت"، خصوصا أن المغرب ينهج لحد الساعة سياسة ديبلوماسية تتمثل في عدم الرد على الخزعبلات التي لا يمكن تصنيفها في إطار تصريحات رئيس دولة، لأنه وبكل بساطة يفتقر لمقومات الرجل الأول في هرم السلطة. ولا يمكن إلا اعتبار أن ما يحرك تبون ومن معه في النظام العسكري الجزائري، هي المكاسب التاريخية التي حققها الملك محمد السادس في قضية الصحراء والمكانة الإقليمية التي حققها المغرب، تحت قيادنه، والتي بلا شطا لن تعجب العسكر الجزائري بل وستزيد من غضبهم، خاصة بعدما فضح المغرب الجزائر في قضية تزويره وثائق الانفصالي غالي والتوسط له من أجل إدخاله أولا إلى ألمانيا ثم إلى إسبانيا التي افتضح أمرها هي الأخرى أمام العالم بموافقتها على استقبال مجرم حرب بهوية مزورة ودون إخبار المغرب. (المصدر: آشكاين)