تذيل المغرب لائحة الدول التي شملتها الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة عند المتعلمين الذين تتراوح أعمارهم ما بين 9 و10 سنوات، وذلك بعد احتلاله المرتبة ال48 من أصل 50 مرتبة، قبل دولتي مصر وجنوب إفريقيا. الدراسة التي أشرفت على إنجازها الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي، ذكرت أن الأطفال في المغرب يستهلون التعليم الابتدائي في ال6 من أعمارهم، مشيرة إلى أنه في المناطق النائية، قد يكون عمر بداية المسيرة الدراسية 5 سنوات ونصف، أما بالنسبة لمتوسط مهارات الإنجاز في القراءة بالمغرب، فإن الإناث تفوقن على الذكور من حيث الأفضلية في القراءة، إذ بلغ حصل الذكور على 344 نقطة مقارنة بالإناث اللواتي حصلن على 372 نقطة. ورغم المرتبة المتأخرة التي احتلتها المملكة، فإن المصدر أوضح أن المغرب حسن نتائجه مقارنة بنتائج النسخة السابقة من نفس الدراسة، من خلال انتقاله من 310 نقطة سنة 2011 إلى 358 نقطة سنة 2016، ليكون بذلك من ضمن البلدان ال18 التي حققت متوسط إنجاز أعلى. وحسب المعطيات التي أعلن عنها المؤشر الدولي، فإن 66 في المائة من المعلمين المغاربة الذين شملتهم الدراسة، صرحوا أنهم لم يتلقوا أي تكوين خلال السنتين الأخيرتين، كما أن 62 في المائة من مدراء المدارس المغربية، أقروا أن مؤسساتهم التعليمية تعاني مشاكل من مستوى متوسط إلى كبير مع الانضباط المدرسي، الأمر الذي يؤثر سلبا على قدرات التحصيل العلمي عند المتعلمين. في هذا السياق، أبرزت معايير التقرير الذي ينشر كل خمس سنوات، أن متعلمي السنة الرابعة في المغرب يميلون إلى قراءة النصوص الإعلامية أكثر من ميلهم إلى قراءة النصوص الأدبية، أما بخصوص اتجاهات الإنجاز من خلال عملية الاستيعاب، فقد انتقل المتعلمون من 325 نقطة سنة 2011 إلى 364 سنة 2016. من جهة أخرى، تمكنت دول الخليج من تصدر قائمة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ حلت الإمارات أولى ب450 نقطة، تليها البحرين ثانية ب446 نقطة، فقطر ب442 نقطة، ثم المملكة العربية السعودية ب430 نقطة، فيما احتل الاتحاد الروسي المرتبة الأولى في الترتيب عالميا، بتحقيقه 581 نقطة، متبوعا بسنغافورة ب576 نقطة، وهونج كونج التي حصلت على 569 نقطة، فإيرلندا بتسجيلها 567 نقطة، ثم فنلندا بعدد نقاط بلغ 566. الدراسة الدولية لقياس مهارات القراءة (PIRLS) يجري تنظيمها مرة كل خمس سنوات، وتشرف عليها الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي ومقرها هولندا، وتعد اختبارا دوليا يقوم على أساس المقارنة لقياس قدرات متعلمي السنة الرابعة من التعليم الابتدائي في مهارات القراءة بلغتهم الأم، وذلك لتحديد جوانب القوة والضعف لديهم، والعمل على تطوير تلك المهارات والارتقاء بها، بما يحقق الأهداف المرجوة للتعليم، ويلبي متطلبات تطوير التعليم ويسهم في تطوير قدرات التلاميذ وكفاياتهم.