أدى إغلاق أزيد من 20 محلا تجاريا أبوابه في وجه الزبائن لمدة يومين متتاليين، في أحد أكبر المراكز التجارية بعاصمة البوغاز، والتي تضم العلامات التجارية العالمية، إلى شلل جزئي في الحركة التجارية، وإرباك الزوار الذين لم يعتادوا على أجواء الاحتجاج داخل الأسواق العصرية، مثلما جرت الأسبوع الماضي، احتجاجا على الشركة المفوضة بتسيير المول التجاري. وتفاجئ زوار وزبائن المركز التجاري "سيتي مول"، المتواجد بالقرب من كورنيش مدينة طنجة، بإغلاق 24 محلا بالطابقين الأول والثاني للسوق، أبوابهما ليومين كاملين متتاليين، ويتعلق الأمر بمطاعم للوجبات السريعة، ومحلات لبيع الملابس، وإكسسوارات نسائية، قرروا عدم مزاولة نشاطهم التجاري لإثارة انتباه الإدارة لملفهم المطلبي. بالموازاة مع ذلك؛ بعث أصحاب المحلات التجارية بطلب عقد جلسة حوار مع إدارة المركز التجاري، في مراسلة مكتوبة عن طريق مفوض قضائي، حسب ما أكده نائب رئيس جمعية "مكتري سيتي مول طنجة" في تصريح ل "اليوم 24″، غير أن الإدارة ردت عليهم يضيف المتحدث؛ برسالة عبر الإيميل تجاهلت مطلبهم كليا، وخيرتهم بين أداء ما ذمتهم من مستحقات مالية عالقة، أو رفع دعاوى قضائية ضدهم أمام المحاكم. وأفاد المصدر نفسه، أن زوار المركز التجاري اسقبلوا شكلهم الاحتجاجي باندهاش كبير، حيث كان أغلب المتسوقين يغادرون إلى وجهات أخرى للتسوق، وتناول الوجبات السريعة، مما كب المضربين عن العمل خسائر بالملايين، وبالتالي ضيع مداخيل مالية مهمة على خزينة المركز التجاري، تجاوزت 42 مليون سنتيم في يومين. من جانبه، فند مدير المركز التجاي "سيتي مول" ادعاءات التجار المحتجين الذين يشتكون ضعف إقبال الزبائن، وانخفاض نسب المبيعات، مدعين أن طريقة التدبير سبب في التراجع المستمر منذ شهور، وقلل من حجم حضورهم في السوق، مشيرا إلى أنهم لا يشكلون حتى الربع من إجمالي مجموع متاجر المركز، الذي يضم 88 محلا تجاريا بينها ماركات عالمية. وأضاف مدير الشركة المكلفة بتسيير المركز التجاري الذي فتح أبوابه شهر مارس من سنة 2016، في تصريح خاص ل "أخبار اليوم"، أن أصحاب المحلات المحتجين يعلقون فشل تجربتهم التجارية على أسلوب التدبير الذي تتبناه إدارته، في حين أن أغلبهم لا يؤدي إلى مستخدميه أجورا محترمة، ويهضم حقوقهم، مما يؤدي إلى هروب اليد العاملة بحثا عن أفق مهني أفضل، وهو ما ينعكس سلبا على جودة عروضها المقدمة للزبناء. ومن ناحية أخرى، استغرب المتحدث مطالب المحتجين بتخفيض أسعار السومة الكرائية، رغم أنه لا يربطهم عقد كراء مع الشركة المسيرة، وإنما مع صاحب المركز التجاري، يخفون معملاتهم التجارية الحقيقية، ويرفضون التصريح بالمداخيل الصافية خشية رفع قيمة المساهمات من مصاريف التحملات، والرسوم الضريبية، لافتا إلى أن الشركة المسيرة متخصصة في تدبير المراكز التجارية العملاقة، ولم يسبق لها أن أقفلت باب الحوار والتواصل مع أصحاب المحلات التجارية، بل إنهم يعبرون عن أفكارهم ومقترحاتهم بكل حرية في الاجتماعات الدورية معهم. ويشتكي أصحاب المحلات التجارية الذين أضربوا عن العمل، وهددوا باتخاذ خطوات تصعيدية أخرى، من ضعف الإعلانات والوصلات الإشهارية ل "سيتي مول"، وضعف المهرجانات والسهرات والمسابقات التحفيزية لجذب الزوار، وعدم التجاوب مع نداءاتهم بخصوص النشاكل المتراكمة، وعدم منحهم نسخ من حصيلة المساهمات الشهرية في تحملات التسيير والتدبير، وهي الاتهامات التي ينفيها مدير المركز التجاري جملة وتفصيلا، في حديثه مع "أخبار اليوم". تجدر الإشارة إلى أن مدينة طنجة، شهدت خلال السنتين الأخيرتين، افتتاح ثلاث مراكز تجارية عملاقة، ويتعلق الأمر ب "سيتي مول"، و "مركز ابن بطوطة"، و "سوكو ألطو"، وفرت مئات مناصب الشغل لليد العاملة المحلية، وساهمت في تحريك العجلة الاقتصادية.