وجه عدد من المهاجرين المغاربة العالقين في إحدى مراكز الإحتجاز في ليبيا، نداء استغاثة يطالبون فيه بالتدخل لإنقاذهم من الوضع الذي يعيشون فيه منذ أشهر. وتوصل "اليوم 24" بتسجيل صوتي، جرى تسريبه عبر تطبيق واتساب، يحكي فيه 4 من المهاجرين المغاربة القابعين في مركز الإحتجاز بمدينة زوارة الحدودية، عن ظروف مأساوية يعيشونها منذ وصولهم إلى ليبيا بهدف الانتقال بحرا إلى أوروبا. المحتجزون رفضوا الكشف عن هوياتهم أو المدن التي ينتمون إليها، وذلك خوفا من تلقي عقوبات من طرف مسؤولي مركز الإحتجاز. أحد المتحدثين أكد تعرضه وزملاءه للضرب والتعذيب بعد قيامهم في وقت سابق بتسريب مقاطع فيديو وصور تبين ظروف عيشهم داخل مراكز الإحتجاز، مؤكدا أن مأساتهم مستمرة حيث يعشون مكدسين في قاعات ضيقة، حتى أن عددا منهم يبيتون في ممرات داخل بناية المركز. "كنت آمل أن أصل إلى الديار الأوربية لتحسين أوضاعنا الإجتماعية قبل أن تنقلب حياتي رأسا على عقب" يقول المتحدث، مضيفا بأنه أنفق ما يعادل 3000 أورور على محاولة الهجرة، نصف هذا المبلغ لازال دينا على عائلته، يضيف المتحدث، متابعا:"البعض من زملائي خسروا ما يعادل 5000 أورو على الرحلة التي انتهت بهم في السجن". كما طالب بمساعدة المحتجزين بكل الإمكانيات المتاحة، لإنقاذهم من الجحيم الذي يعيشون فيه، حيث يعانون من سوء التغذية، مؤكدا أن المرضى بدورهم لا يتلقون أي رعاية طبية، مع شبه انعدام لتواجد الأدوية. كما دعا أحد المحتجزين، خلال التسجيل ذاته، إلى الضغط على السلطات في المغرب من خلال مظاهرات أمام مختلف الإدارات، وكذا المصالح الديبلوماسية للدولة الليبية للمسارعة في إنهاء معاناتهم. وفي غياب أرقام رسمية ، تشير التقديرات إلى وجود حوالي 260 مهاجر مغربي لازالوا عالقين منذ أشهر في عدد من مراكز الإحتجاز في ليبيا في انتظار ترحيلهم إلى المغرب. كما تحدثت تقارير أوروبية، مؤخرا، عن تعرض المهاجرين المغاربة لحوادث اغتصاب داخل المراكز المحتجزين بها. وكان عدد من أقرباء المغاربة المتحجزين في ليبيا قد شاركوا أول أمس في وقفة احتجاجية، شهدها الشارع المقابل لسفارة ليبيا في الرباط، احتجاجا على مظاهر "العبودية" التي عادت إلى ليبيا، والتي كان ضحيتها المهاجرون العالقون في البلاد.