يدخل المغرب في مرحلة سباق الزمن لمنع جبهة البوليساريو من حضور قمة الاتحاد الإفريقي- الاتحاد الأوربي، المقرر تنظيمها في 29-30 من شهر نونبر الجاري، في العاصمة الإفوارية، أبيدجان، على الرغم من توصل الجبهة بدعوة رسمية من مفوضية الاتحاد الإفريقي لحضور القمة، شهر أكتوبر الماضي. وفي إطار مساعي المغرب الديبلوماسية لمنع حضور "البوليساريو" لهذه القمة، كشفت وسائل الإعلام الإفريقية أن الزيارة، التي قام بها موسى فاكي محمد، رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي للمغرب، مطلع الشهر الجاري، والتقى بها الملك محمد السادس، جاءت لتبرير سبب دعوة جبهة "البوليساريو" للقمة المنتظر تنظيمها من ساحل العاج، على الرغم من معارضة هذا الأخير لاستقبال الجبهة المزعومة. وجاء في التبريرات، التي قدمها رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، أن "البوليساريو"، وبغض النظر عن وجودها ككيان حقيقي، ودولة مستقلة، وجهت إليها الدعوة لأنها عضو في الاتحاد الإفريقي، ولكن هذا لن يغير من موقف الدول الإفريقية تجاه الصحراء المغربية. وجاء في الدعوة، التي وجهت إلى "البوليساريو"، ما يلي: "توجيه دعوة للبوليساريو، باعتباره عضوا في الاتحاد الإفريقي"، وليس "توجيه دعوة لدولة البوليساريو"، التعبيران اللذان اعتبرتهما الصحافة الإيفوارية، "عدم اعتراف مبطن" بوجود دولة اسمها "البوليساريو" فوق أرض القارة الإفريقية. بالإضافة إلى ذلك، اعتبر المصدر ذاته أن طريقة صياغة الدعوة، التي توصلت بها "جبهة البوليساريو"، والتي كانت استثنائية، لا تدعم موقف المغرب تجاه صحرائه فقط، بل تؤكد رأي الأممالمتحدة، والاتحاد الأوربي، اللذين لم يعترفا قط بوجود دولة اسمها "البوليساريو" في القارة الإفريقية. وكانت الجبهة الانفصالية قد أعلنت، رسميا، في بلاغ لما تسميها "وزارة الإعلام"، أنها توصلت بدعوة حضور القمة الإفريقية الأوربية، من طرف مفوضية الاتحاد الإفريقي، الأمر الذي وضع دولة ساحل العاج، باعتبارها الدولة المضيفة للقمة، في موقف دبلوماسي حرج مع المغرب، خصوصا أنها أعلنت سابقا رفضها حضور "البوليساريو" في القمة الإفريقية الأوربية، مسجلة في تبريرها، "نحن الدولة المستضيفة، والقمة سنمولها نحن، ولنا الحق في اختيار الدولة، التي تحضر، وتلك التي لن تحضر، وبعد تمحيص مدقق، قررنا عدم توجيه الدعوة إلى البوليساريو".