يعود تاريخ العلاقة بين المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية إلى عام 1957، إذ تعتبر هذه العلاقة أكثر العلاقات العربية استقرارا في المنطقة، وتعرف توافقا بين الرياضوالرباط في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، هذا التوافق ظهر جليا في تجاوب المغرب مع دعوة الملك سعود لتأييد مصر إثر تعرضها للعدوان الثلاثي عام 1956، وتأييد المملكة إلى جانب العربية السعودية فكرة إنشاء جامعة الدول العربية، مرورا بقيام الملك سعود بن عبد العزيز بزيارة رسمية للرباط في 17 فبراير 1957 بدعوة من طرف المرحوم الملك محمد الخامس. العلاقة بين البلدين ستتطور إلى تعاون اقتصادي وثقافي وسياسي، حيث تم إحداث اللجنة المغربية السعودية المشتركة التي تعد من أهم أركان التعاون الثنائي بين البلدين، فعلى ضوئها تم إحداث (المجلس السعودي المغربي المشترك) لرجال الأعمال، إضافة إلى بعض مجالات التعاون في القطاع الخاص، وكذلك الاتفاق على تطوير الاتفاقية الثقافية الموقعة بين الدولتين في سنة 1966، وتوقيع العديد من الاتفاقيات بين البلدين التي تهتم بمجالات شتى، مذكرة بأن اجتماعات اللجنة مهدت الطريق لتبادل الزيارات والخبرات وتوقيع الاتفاقيات بين السعودية والمغرب. وستعرف العلاقات الاستراتيجية السعودية المغربية، نقلة أخرى بعد توقيع البلدين على اتفاقية للتعاون العسكري في دجنبر 2015، ومشاركة الرباط في مناورات (رعد الشمال) التي قادتها السعودية في فبراير 2016، فضلا عن دعم الرباط الكامل لإنشاء المملكة العربية السعودية للتحالف الإسلامي ضد الإرهاب في 15 دجنبر 2015. هذا، وتعتبر السعودية من الدول الداعمة للمغرب في قضية وحدته الترابية ومغربية الصحراء، حيث ذهبت في الطرح الذي تقدم به المغرب الخاص بمبادرة الحكم الذاتي، حيث جاء في بيان أول قمة بين المملكة المغربية ومجلس التعاون الخليجي السنة الماضية، أن المجلس داعم لمغربية الصحراء ومساندته لمبادرة الحكم الذاتي فيها، والتي تقدم بها المغرب كأساس لأي حل لهذا النزاع الإقليمي، كما جدد موقفه المبدئي من أن قضية الصحراء المغربية، هي أيضا قضية دول مجلس التعاون الخليجي. لكن الأحداث الأخيرة التي عرفتها المنطقة، بإعلان عدد من دول الخليج قطع العلاقات مع قطر، كاد يعصف بالعلاقات المغربية السعودية، بعد موقف الحياد الذي أعلنه المغرب، وإرساله لطائرة محملة بالمواد الغذائية صوب قطر، حيث عمدت وسائل الإعلام السعودية إلى استعمال الخريطة مقسمة، وتسمية "الصحراء الغربية" بدل الصحراء المغربية، إذ اعتبر عدد من متتبعي العلاقة بين البلدين، أن هذه المناورة هي وسيلة ضغط على المغرب لتغيير مواقفه تجاه الأزمة ودعم موقف السعودية، إلا أن العلاقات ستعود فيما بعد إلى طبيعتها.