في الوقت الذي تسجّل فيه الاستراتيجية الوطنية للوقاية من حوادث السير نتائج متذبذبة، كشف تقرير عالمي حول السلامة الطرقية، أن الطرق المغربية من بين أكثر الطرق دموية وتهديدا للحياة في العالم. النسخة الجديدة من التقرير العالمي للسلامة الطرقية، كشف أن المغرب يوجد في المرتبة الثانية عالميا بعد جنوب إفريقيا، في المؤشر الخاص بعدد القتلى مقابل عدد العربات المسجلة، حيث تعرف طرقات المملكة أكثر من 10 وفيات في السنة مقابل كل 10 آلاف عربة مسجلة رسميا. مؤشر آخر يكشف خطورة الطرقات المغربية، يتمثل في عدد القتلى مقابل كل 10 آلاف نسمة، حيث يأتي المغرب في الرتبة التاسعة عالميا، بما يفوق 11 قتيلا لكل 100 ألف نسمة. كاتب الدولة المكلف بالنقل، محمد نجيب بوليف، قال قبل يومين أمام اللجنة البرلمانية المكلفة بالبنيات الأساسية والطاقة والمعادن والبيئة بمجلس النواب، إن الحكومة تسعى إلى تقليص عدد القتلى ضحايا حوادث السير بنسبة 50% في أفق العام 2025، "أي أقل من 1900 قتيل على الطرقات خلال سنة 2025، مع هدف على المدى المتوسط يتمثل في عدم تجاوز 2800 قتيل في سنة 2020". الوزير قال في معطيات إحصائية إن قرابة ألف راجل يُقتل سنويا في طرقات المغرب، إلى جانب 350 طفلا، أغلبهم يقتلون في حوادث تستهدفهم عندما يكونون راجلين (61%). طرق المغرب ورغم كل الجهود التي بذلت في السنوات الأخيرة، تسجّل ما يفوق 3500 قتيل في السنة، وقرابة 9000 مصاب بجروح خطيرة بسبب حوادث السير. أرقام ومؤشرات يقول التقرير السنوي الجديد إنه يفوق المعدلات الخاصة بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OCDE). ورغم أن مستعملي الدراجات بمختلف أنواعها والراجلين يعتبرون الفئات الأكثر عرضة للقتل أو الإصابة بسبب حوادث السير، فإن التقرير يقول إن الركاب يتصدرون الترتيب من حيث عدد القتلى، ويمثلون 30% من بين العدد الإجمالي. في المرتبة الثانية يحلّ مستعملو الدراجات النارية بنسبة 28%، ثم يأتي الراجلون في المرتبة الثالثة بحوالي 27%. مستعملو الدراجات العادية يمثلون نسبة 14% من بين مجموع قتلى الطرق المغربية. وفي الوقت الذي اعتبر التقرير أن المعطيات المتوفرة حول العام 2016 تبقى مؤقتة، قال إن ارتفاعا كبيرا في عدد ضحايا حوادث السير سجّل بين عامي 2015 و2014. أكبر ارتفاع هو ذلك الذي يهمّ الفئة العمرية للمسنين ما فوق 65 عاما، حيث ارتفع عدد قتلى هذه الفئة بأكثر من 23% تليهم فئة المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و17 عاما، والذين ارتفع عددهم بنسبة 15%، ثم يأتي في المرتبة الثالثة من حيث نسبة الارتفاع، الأطفال ما دون 14 عاما، حيث تزايد عددهم بقرابة 9%. التقرير نبّه إلى أن المغرب يعرف ارتفاعا كبيرا في أعداد المسنين في السنوات الأخيرة، حيث إن الأشخاص البالغين أكثر من 65 عاما، يقدّرون في العام 2014 بحوالي مليوني شخص، بينما سيصبحون قرابة 4 ملايين ونصف مليون شخص في العام 2050. وأعطى التقرير رقما مثيرا، يقول إن 643 من الأشخاص المسنين، والذين تتجاوز أعمارهم 65 عاما، قتلوا بسبب حوادث السير في المغرب عام 2015. التقرير الدولي الجديد لاحظ كيف أن أغلب حوادث السير التي يعرفها المغرب تقع في المناطق الحضرية، لكن، وفي مقابل ذلك، فإن أخطر الحوادث هي التي تقع في المناطق القروية، والتي تحصد لوحدها ثلثي القتلى. وفي الوقت الذي يسجّل التقرير غياب المعطيات الخاصة بعلاقة استهلاك المخدرات بحوادث السير في المغرب، قال إن المعطيات المتوفرة تقول إن استهلاك المواد الكحولية يعد عاملا مساهما في 2.6%، من إجمالي حوادث السير التي عرفها المغرب عام 2015.