أثار مقال هاجم فيه أحمد الريسوني، عضو المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح بشكل مبطن، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبدالإله بنكيران، تساؤلات حول خلفية هذا الهجوم، خاصة أن الريسوني سبق أن مدح بنكيران كثيرا في مقال سابق له، صدر بعد إعفائه من رئاسة الحكومة في مارس الماضي. الريسوني انتقد بنكيران في مقاله الأخير الذي حمل عنوان: "حزب العدالة والتنمية.. أين الخلل"، إذ تحدث فيه عن "الرداءة والفظاظة في الخطاب والسجال"، وكيف أصبحت التجمعات الانتخابية، وحتى اللقاءات الحزبية الداخلية، "ميدانا للمبارزة والطعان والسخرية والفرجة والضحك". وقال إنه كان "لغياب الأستاذ عبد الله بها – بعد وفاته أواخر 2014- أثر واضح في نمو هذا الاتجاه، إذ كان – رحمه الله – هو محتسب الحزب في اعتداله وتوازنه وأخلاقيته.. وقد ترك غيابه ثغرة لم تُسد حتى الآن". كما انتقد ما اعتبره "التغاضي والسكوت" (في الأمانة العامة وغيرها) على "ظاهرة الرداءة الأخلاقية والتعبيرات العدائية، في معاملة الخصوم ومواجهتهم"، لِما يجلبه ذلك من إعجاب وشعبية، وكيف "تطور هذا المسلك وبدأ يشيع ويترسخ داخل الحزب وبين أعضائه الكبار والصغار". وكيف بدأت"سهام الاتهام والتشويه والشيطنة" توجَّه إلى صدور "الرواد المؤسسين". لكن المثير أن الريسوني نفسه، كتب مقالا في مارس 2017، بعد إعفاء بنكيران من رئاسة الحكومة، كال له فيه المديح، ووصفه بالداعية والعالم، الذي لا ينتهي ولا يتقاعد. فقد جاء في مقاله بعنوان: "بنكيران لا ينتهي"، إن الأمين العام للبيجيدي "أدخل إلى الميدان السياسي والحزبي والحكومي، عنصرا جديدا أزعج السياسيين الكلاسيكيين وأحرجهم، وهو عنصر الصدق والصراحة والوضوح"، وأن ذلك كان "من أسباب النجاح الشعبي" له، وكان، أيضا، من أسباب "فشله الرسمي". وتحدث عن أسلوب بنكيران "البسيط"، الذي "يعتمد الصدق والصراحة والوضوح"، وكيف أنه "لا يدلس ولا يُلَبس على أحد". فلذلك "نجح فيما نجح فيه، وفُشّل فيما لم يفشل فيه". واعتبر أن بنكيران" داعية إسلامي، وداعية إصلاحي"، وأن العلماء أصحابُ دعوة وأصحاب رسالة، "يتفانون فيها ويبقون عليها مدى حياتهم، ولا يعرفون شيئا اسمه التقاعد"، وتابع "هكذا الدعاة وحمَلة الرسالات وأصحاب المبادئ.. وأحسب أن عبدالإله بنكيران واحد منهم، بل من أعيانهم، ولذلك فهو لا يتقاعد، ولا ينتهي". فما سر تغير موقف الريسوني من بنكيران خلال بضع أشهر؟