قال محققون أمريكيون إن مهاجرا أوزبكستانيا متهما بقتل ثمانية أشخاص في مدينة نيويورك دهسا اتبع خططا وضعها تنظيم الدولة الإسلامية وخطط لهجومه قبل وقوعه بأسابيع. وقالت الشرطة إنها استجوبت سيف الله سايبوف (29 عاما) الذي أطلقت الشرطة النار عليه واعتقلته بعد لحظات من تنفيذه للهجوم في مانهاتن السفلى، أمس الثلاثاء، حيث اقتحم بشاحنته المستأجرة مسارا للدراجات. وقال جون ميلر نائب مفوض شرطة نيويورك خلال مؤتمر صحفي "يبدو أن السيد سايبوف كان يخطط لهذا منذ عدة أسابيع". وأضاف "قام بذلك باسم تنظيم الدولة الإسلامية ومن بين الأغراض التي عثر عليها في مسرح (الهجوم) بعض الرسائل التي تشير لذلك… يبدو أنه اتبع بشكل حرفي تقريبا التعليمات التي وضعتها الدولة الإسلامية لأتباعها على قنواتها للتواصل الاجتماعي". وهذا هو أدمى هجوم وقع في نيويورك منذ هجمات 11 شتنبر 2001 عندما صدم خاطفون انتحاريون طائرتين بمركز التجارة العالمي مما أدى لمقتل 2600 شخص. وأصيب 12 شخصا آخرين بعضهم بجروح خطيرة في هجوم الثلاثاء. ووقعت هجمات مشابهة باستخدام مركبات كأسلحة في إسبانيا خلال شهر غشت وفي فرنسا وألمانيا العام الماضي. ووقعت المذبحة التي خلفها المهاجم، بعد أن دهس بشاحنته الصغيرة عددا من المارة وراكبي الدراجات على طريق الدراجات في يوم خريفي مشمس على بعد بضع أبنية من موقع برجي مركز التجارة العالمي. ودهست الشاحنة التي كانت تسير بسرعة مئة كيلومتر في الساعة كل من كان في طريقها حتى اصطدمت بجانب حافلة مدرسية. بعد ذلك خرج السائق من الشاحنة ملوحا بما بدا أنهما بندقيتان قبل أن يواجهه ضابط من شرطة المدينة ويطلق النار عليه في البطن. وقالت الشرطة إنها صادرت بندقية كرات ملونة وبندقية رش من الموقع. وقال ميلر إن المشتبه به خضع لجراحة بسبب الجروح التي أصيب بها من أعيرة نارية في مستشفى بيلفو حيث أجرت الشرطة مقابلة معه. وتشير التقارير إلى أن سايبوف كان يعيش في باترسون بنيوجيرزي التي تقع على بعد 40 كيلومترا شمال غربي مانهاتن السفلى. وذكرت وسائل إعلام إنه استأجر الشاحنة من أحد متاجر هوم ديبو للمعدات في باسايك جنوبي باترسون مباشرة. وحث السناتور لينزي جراهام السلطات على معاملة سايبوف باعتباره مقاتلا عدوا وهو تحرك سيتيح للمحققين استجوابه دون وجود محام. وقال حاكم نيويورك أندرو كومو إن سايبوف تبنى الفكر المتطرف أثناء إقامته في الولاياتالمتحدة. وقال ألكسندر ميلياجرو هيتشنز وهو مدير الأبحاث في برنامج التطرف في جامعة جورج واشنطن إن غالبية الهجمات المستلهمة من الدولة الإسلامية وعددها 18 والتي نفذت في الولاياتالمتحدة منذ سبتمبر أيلول 2014 كانت من تنفيذ مهاجمين تبنوا الفكر المتطرف أثناء إقامتهم في الولاياتالمتحدة. * أصدقاء أرجنتينون بين القتلى قال جيمس أونيل مفوض شرطة نيويورك إن السلطات أعلنت وفاة ستة أشخاص في الموقع واثنين في مستشفى قريب. وقالت وزارة خارجية الأرجنتين في بيان إن خمسة من القتلى من مواطني الأرجنتين كانوا في زيارة لنيويورك في إطار احتفال مجموعة من الأصدقاء بتخرجهم من المدرسة. وقال وزير خارجية بلجيكا إن أحد مواطنيه ضمن القتلى. وقال مصدر أمريكي بسلطة إنفاذ القانون إن المشتبه به مهاجر من مواليد أوزبكستان الواقعة في آسيا الوسطى وتقطنها أغلبية مسلمة وكانت ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي السابق. وطوقت الشرطة مساء أمس الثلاثاء منزلا في باترسون قالت صحيفة نيويورك تايمز إن من المعتقد أن سايبوف كان يقيم فيه. وتشتهر باترسون بأن نسبة كبيرة من سكانها من المهاجرين ويقيم فيها نحو 150 ألف شخص منهم ما بين 25 ألف أو 30 ألف مسلم. وذكرت شبكة ايه.بي.سي نيوز أن سايبوف أقام في تامبا بفلوريدا. ووصف مسؤولون من مكتب رئيس البلدية ووزارة الأمن الداخلي الهجوم بأنه عمل إرهابي لكن أندرو كومو حاكم نيويورك قال إنه يعتقد أن المهاجم عمل بمفرده. وقال "لا يوجد دليل يشير إلى وجود مؤامرة أوسع نطاقا أو خطة أكبر. هذه أعمال فردية الهدف منها إحداث ألم وإلحاق أذى وربما الموت". ونقلت سي.ان.ان ووسائل إعلامية أخرى عن ضباط الشرطة قولهم إن المتهم هتف قائلا "الله أكبر" لدى خروجه من الشاحنة. وقال مكتب التحقيقات الاتحادي إنه انضم لإدارة شرطة نيويورك وهيئات أخرى في قوة مهام مشتركة لمكافحة الإرهاب للتحقيق في الهجوم.