على الرغم من الاستعدادات الأمنية، التي سبقت الذكرى الأولى لوفاة محسن فكري طحنا في حاوية للنفيات، قرب ميناء الحسيمة، شهدت المدينة، أمس السبت، احتجاجات متفرقة، تخليدا لأولى شرارت حراك الريف. وقالت سعاد الشيخي، البرلمانية السابقة، والقيادية في حزب العدالة والتنمية في الحسيمة، في تدوينة لها في فايسبوك، إن سلطات الحسيمة اعتقلت كل من حاول التعبئة للخروج إلى الشوارع احتجاجا في ذكرى "محسن فكري"، حتى لو كان ذلك، فقط، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فيما لم يسلم المحتجون من اعتقالات شملت الرجال، والنساء على حد سواء. كما شهدت المدينة، أمس السبت، حسب الشيخي، تطويقا أمنيا لكل الشوارع، والمداخل، وحضورا كثيفا لرجال أمن بلباس مدني، قالت الشيخي إن عددهم "يضاعف عدد المواطنين الموجودين في الشوارع"، منهم من يحمل كاميرات لتوثيق كل التحركات. وحلت أول ذكرى لوفاة محسن فكري موقض شرارة حراك الريف، وسط جو من التوتر، والترقب، إذ إن منظمات حقوقية، قبل أسبوع، من الذكرى، التي توافق 28 أكتوبر، وجهت دعوات من أجل الاحتجاج، تخليدا لوفاة "شهيد الحكرة"، وتضامنا مع معتقلي الحراك، عبر وقفات، استطاعت أن تنظمها فعليا، أمس، في عدد من المدن المغربية. في المقابل، فإن سلطات الحسيمة استبقت الذكرى، وأصدرت بلاغا، أعلنت بموجبه منع كل المظاهرات في الأماكن العمومية، يومي 27 و28 أكتوبر، موضحة أن نداءات "من مصادر مجهولة، وأخرى من خارج الإقليم تواترت، خلال الأيام الأخيرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي تدعو عموم المواطنين إلى المشاركة في مظاهرات، يومي 27 و28 أكتوبر". واعتبرت السلطات أن هذه "الدعوات، التي لم تحترم المساطر القانونية المعمول بها، وستنعكس سلبا على مصالح المواطنين، والأمن العام، وتأتي بعد عودة الأمن، والطمأنينة إلى الإقليم". فيما خرج علي فكري، والد محسن فكري، ببلاغ يرفض فيه ما وصفه بالاستغلال لوفاة ابنه لأغراض مشبوهة، مشددا على ثقته التامة في القضاء لإظهار الأسباب الحقيقية للوفاة، مسجلا أن مجموعة من المواقع الإلكترونية، والأشخاص، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أصبحت تتخذ، أخيرا، من وفاة ابنه محسن فكري قضية ومطية للركوب عليها من أجل المطالبة، وتحريض السكان للخروج للاحتجاج، مشددا على أن "حادث الوفاة كان قضاءً وقدرا".